مشكلتي في حجابي!

المجيب د. فاتن بنت محمد المشرف

عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.

التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات دعوية وإيمانية/عقبات في طريق الهداية

التاريخ 11/05/1425هـ

السؤال

أنا إنسانة متدينة والحمد لله، ولكن مشكلتي الحجاب، فلم أستطع أن أتحمل الغطاء حول رقبتي بالذات وجانبي وجهي، وقد حاولت أن أضعه على رأسي فلا أستطيع أن أطيقه، وأشعر أني أكاد أختنق، ولا أستطيع حتى التركيز في عملي، وأنا لم أتوقف عن المحاولة رغم أنني محتشمة في كلامي وملابسي وتصرفاتي، أرجو أن تساعدوني للتوصل للحل، فإن هذا الأمر يحيرني ويقلقني، أشكركم سلفاً.

الجواب

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

الأخت السائلة - حفظها الله-: بعث النبي -صلى الله عليه وسلم- على قريش، وقد كانوا يعبدون الأصنام، وكانت آلهتهم المعظمة، فلما دعاهم للإسلام وحرم عليهم عبادة الأصنام امتثلوا لأمره، وتركوا الأهل والدار والولد، وهاجروا معهم وتحملوا معه الأذى، ولما حرمت الخمر وقد أشربت نفوسهم حبها، وكانوا يحبونها حباً جماً، ونزل تحريمها في القرآن تحريماً قطعياً امتثلوا لذلك، وسكبوا الخمر في الشوارع والطرقات، حتى قيل إنها سالت شوارع المدينة عند ذلك، كل هذا امتثالاً لشرع الله لما آمنوا بالله رباً، وبمحمد - صلى الله عليه وسلم- نبياً، وبالإسلام ديناً.

فإذا علمت ذلك، وعرفت أن الله -تعالى- قال: "وليضربن بخمرهن على جيوبهن" [النور:31] ، وما قالته عائشة - رضي الله عنها- لما أحرمت بالحج، فقالت: كن نمشي كاشفات الوجه (لا الرأس فإذا مر بنا الركبان، أي الرجال الأجانب غير المحارم) سدلت إحدانا حجابها على وجهها رواه أبو داود (1833) وابن ماجة (2935) ومن هذا تعرفين أن الحجاب أمر شرعي فرضه الله -تعالى- لا لينظر فيه للهوى، وهل المرأة تريده أم لا؟!، وأنها محاسبة عليه يوم القيامة، وأن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، فهو الذي يصور لكِ أنكِ لا تتحملين هذا الحجاب، فلذا على الإنسان أن يتعوذ دائماً من الشيطان؛ لأنه يصعب عليك الأمر الواجب اليسير، وأن يدعو بأن يلتزم بشرع الله ومن ذلك الحجاب، وقد قال تعالى: "ومن يتق الله يجعل له مخرجاً" [الطلاق:2] ، فإذا اتقيت الله وعملت بأمره وشرعه، فثقي أن الله سيكون معك، ويسهل عليك ذلك، وإذا لبست الحجاب على أنه عبادة أحسست بحبه والتمسك به. أعانك الله على التمسك بشرعه، وننصحك بأن تستمعي إلى شريط: (الحجاب أو النار) للشيخ المنجد، وكذلك قراءة كتاب: (يا فتاة الإسلام اقرأئي حتى لا تنخدعي) ، وهناك كتب وأشرطة كثيرة تناولت هذا الأمر الهام، فعليك -أختي الفاضلة- بصدق اللجوء إلى الله -تعالى- واسأليه أن يعينك على ذلك، ويصرف عنك شر الشيطان إنه ولي ذلك والقادر عليه ومولاه. وصلِّ اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015