المجيب فهد بن أحمد الأحمد
مشرف في وحدة الخدمات الإرشادية بوزارة التربية والتعليم.
التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات دعوية وإيمانية/عقبات في طريق الهداية
التاريخ 15/05/1425هـ
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله، أما بعد:
أنا شاب مسلم، أعيش في إحدى الدول الأوربية، حيث إني أتابع تحصيلي العلمي هناك، أعيش بين الفينة والأخرى حالة من الفراغ الروحي الشديد، مع أني أحاول المواظبة على أمور الدين، هذا الفراغ أجده نتيجة افتقاد الأهل والصديق، وبشكل أدق أفتقد من يقف إلى جانبي بصدق ومودة، اعتقدت أنه ينبغي علي إيجاد صديقة لتكون بقربي، وهذا ما يتناقض جذرياً كوني رجلاً مسلماً، فأرجو منكم إرشادي لملء هذا الفراغ الروحي القاسي. والسلام عليكم.
الجواب
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
الأخ الكريم: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
أشكر لك تواصلك الإلكتروني مع موقع "الإسلام اليوم" سائلاً الله -تعالى- أن يدوم تواصلك، وأن يرينا وإياك الحق حقاً ويرزقنا اتباعه، ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه، وأن يسهل لك أمرك، ويعينك على تحقيق مبتغاك، وأن ينفع بك الإسلام والمسلمين، وأن يجعلك مفتاحاً للخير، مغلاقاً للشر ...
أخي الفاضل: لا شك أن البعد عن الأهل والمجتمع الذي اعتدت أن تعايشه وتعودت على نمط الحياة فيه من محافظة على القيم والأخلاق، والخشية من الله -عز وجل- في السر والعلن، والتكافل والتعاون جعلك تشعر بوحدة في مجتمع مادي بحت، المنكرات في كل مكان، والفتن كثيرة، ومع كل ذلك تجد نفسك تجاهد وسط هذا المجتمع لكي لا تقع في الزلات، وأنت بفضل الله ومنته لك الأجر العظيم، فيما تفعله من محافظة على الفروض، وتجنب مواقع الفساد، وكل ما يكدر صفاء دينك وأخلاقك، وما تشعر به نوع من أنواع القلق يسمى القلق الوجودي، لذلك - أخي الفاضل- سأورد لك بعض الطرق التي أسأل الله -تعالى- أن تجد فيها ما يعينك ويثبتك على طاعته ويزيل قلقك:
1- اللجوء إلى الله -عز وجل- والتضرع إليه حال السجود بأن يثبتك على دينه، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- دائماً يقول في حال الحيرة: "يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك" رواه الترمذي (2140) وابن ماجة (3834) من حديث أنس - رضي الله عنه -. فطلب الثبات مهم جداً.
2- المداومة على الذكر في كل حال وزمن، كما قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: "لا يزال لسانك رطباً من بذكر الله" رواه الترمذي (3375) وابن ماجة (3793) من حديث عبد الله بن بسر - رضي الله عنه -..
3- الحرص على أداء الفرائض على وجهها كما أمر الله خاصة الصلاة، فلا تعلم ما للصلاة من أهمية وتأثير، وانشراح للصدر.
4- لا تجعل في وقتك فراغاً؛ فإن الفراغ مدعاة للتفكير السلبي المسبب للوقوع في الزلات، فاهتم بإشغال وقتك دائماً فيما ينفعك من الاشتغال بالدعوة لغير المسلمين "لئن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من أن يكون لك حُمر النعم" رواه البخاري (3009) ومسلم (2406) من حديث سهل بن سعد - رضي الله عنه -.