المجيب د. رياض بن محمد المسيميري
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات دعوية وإيمانية/عقبات في طريق الهداية
التاريخ 26-6-1423
السؤال
أنا فتاة أبلغ العشرين من العمر لدي العديد من الإخوة والأخوات، والداي صالحان ومحافظان على الصلاة بل وقيام الليل.
ولكن المشكلة أنهما لا يهتمان بهذا الأمر معنا نحن الأولاد مما نتج عنه عدم اهتمامنا بالصلاة.
أنا ناجحة في حياتي وحاولت كثيراً المحافظة على الصلاة لكن لم أستطع فأنا أصلي يوماً أو يومين ثم أنقطع حيث لا أجد من يتابعني ويرشدني أنا متعبة جداً من هذا الأمر وخائفة من الله عز وجل
ساعدوني رجاءً،،،
الجواب
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وأسعد الله أوقاتك بكل خير.
أيتها السائلة الكريمة، لدي تفاؤل كبير، وشعور عميق بقرب هدايتك -إن شاء الله تعالى- ذلك أن الاعتراف بوجود مشكلة ما، والبحث لها عن حل عند ذوي الاختصاص والخبرة يعد خطوة أولى ومهمة في الطريق الصحيح.
لقد قرأت رسالتك بعناية أكثر من مرة فأحسست بأنك فتاة جادة، لا زلت تحتفظين برصيد جيد من نداء الفطرة والإيمان، ويبدو أن فترة الشباب التي تعيشينها، وإعجاب صديقاتك بك لم يلهك عن النظر في علاقتك بربك -سبحانه- الذي أمهلك طويلاً، ومنحك الفرص المتتابعة لمراجعة نفسك ومعرفة أين تكونين وإلى أين تسيرين؟
أيتها الفاضلة، دعيني أصارحك بلا نفاق أو مجاملة -أنتِ في غنى عنها- فاعلمي -حفظك الله- أن أداء الصلاة في وقتها المحدد ركن أساس من أركان ديننا العظيم، بدونها يصبح الإنسان خارجاً عن دائرة الإسلام شاء أم أبى، ولا ينفعه انتماؤه لأمة المسلمين بموجب هويته الشخصية أو إصراره الذاتي أن يقال له: مسلم!!
قال الله -تعالى-:"فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين" ومعنى ذلك: أنهم إن لم يقيموا الصلاة فليسوا إخوة لنا في الدين!!
وفي صحيح مسلم من حديث جابر -رضي الله عنه- قال -عليه الصلاة والسلام-:"بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة" وفي السنن من حديث بريدة -رضي الله عنه- قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر".
فالمسألة -بارك الله فيك- بالغة الخطورة، إنها مسألة كفر وإسلام، ونار وجنة ورب الكعبة، إن تارك الصلاة يُعرّض نفسه لذات المصير الذي ينتظر أبا لهب وأبا جهل وفرعون وهامان وقارون بل وإبليس، ألا وهو الخلود الأبدي في النار؟!!
فهل تحبين أن تواجهي هذا المصير المشؤوم؟ حاشاك وأنت ابنة لأبوين ساجدين راكعين يخافان الله.
إن الفرصة الآن بيدك، ما دامت أنفاسك تتردد بين جنبيك، لكن أحداً في هذا الكون لا يستطيع أن يحدد كم بقي لك من الأنفاس فملك الموت لا يعرف الاستئذان!!
جميل جداً أن نعترف بأخطائنا، لكن ذلك الجمال يذوب حين يظل الاعتراف مجرد تنفيس وبث للآهات دون أن ننتقل إلى مرحلة الإصلاح والتغيير الفعلي!! أليس كذلك؟