إخوتي منحرفون

المجيب د. صالح بن حسن المبعوث

عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى.

التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات دعوية وإيمانية/عقبات في طريق الهداية

التاريخ 2/1/1424هـ

السؤال

لي سؤال يتعلق باثنين من إخواني، أولهما شخص متزوج وعنده أولاد، ولكنه يتحدث مع فتاة أخرى بالسر عن طريق الإنترنت، وكل هذا يحصل بمنزلي وأمام عيني ولا أعلم ماذا أفعل؟ وهو أكبر مني، والآخر أصغر مني وقلبه متعلق بالمعاصي، وهو لا يصلي مع محاولاتي الكثيرة التي باءت بالفشل لهدايته، ولديه علاقة مع فتاة أجنبية فماذا أفعل؟ وكيف أهديه إلى صراط الله المستقيم؟

مع العلم أنني حاولت معه كثيراً.

الجواب

الأخت الكريمة ...

شكراً لثقتك واتصالك بنا في موقع "الإسلام اليوم"

ما يتعلق بأخيك الأول: الذي هو متزوج وله علاقة بفتاة أخرى بالسر عن طريق الإنترنت وتعلمين أنت بذلك ... إلخ، فالواجب عليك نحوه أن تخلصي له في النصيحة فإنها من الدين الذي قال فيه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:"الدين النصيحة، قلنا: لمن يا رسول الله، قال: لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم" وأخوك هذا من عامة المسلمين وأقربهم إليك، فتبينين له أن ما يقوم به من عمل هو خيانة لزوجته، وأنه قد يؤدي به إلى الوقوع في المحظور وهو الزنا فإن العينين تزنيان وزناهما النظر، والأذنان تزنيان وزناهما السماع، والفرج يصدق ذلك أو يكذبه، وتخبريه أنه مسؤول أمام الله عما يقوله ويكتبه ويرسله، قال تعالى:"ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد" وقال تعالى:"إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولاً" فانصحي أخاك أن يتوب إلى الله قبل أن يوافيه الأجل أو يقع في الحرام، وعندئذ لا تنفع الندامة ولا التوبة.

وعليك إذا كنت لست بحاجة إلى الإنترنت الاستغناء عنه طالما أنه يجلب عليك مفاسد، أو تقيديه باستعمالك أنت فقط أو تحت رقابتك فإن درء المفسدة مقدم على جلب المصلحة.

وبالنسبة لأخيك الآخر:

فلا تيأسي من هدايته وادعي الله أن يهديه، واعملي على هدايته بخطوات دعوية مرتبة الأهم فالأهم فيمكنك دعوته من خلال ما يحبه من الأصدقاء والأقرباء والمحبوبات من الكفاءات ونحوها فتستثمرينها في دعوته للإقلاع عن الذنوب والمعاصي والإقبال على الطاعات والصلوات وتحببيه في الأعمال الصالحة وجعلها سبباً أمامه في تفريج كرباته وذهاب همه وغمه، وذلك بإهدائه الكتب النافعة والأشرطة المؤثرة، والبحث عن أصدقاء صالحين يسير معهم والتقرب إليه بالهدايا وكل ما يحببه فيك فإن المحب لمن يحب مطيع، وتحذيره من مغبة الذهاب إلى النساء الأجانب وتبيني حرمة ذلك وأن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم وأن الرجل إذا خلى بامرأة أجنبية كان الشيطان ثالثهما، وأن ذلك مدعاة للوقوع في الزنا والشبهات والمحرمات، وقد لا يفيق ذلك الشاب إلا وهو ميت لدى تلك الفتاة وتحببيه في التوبة والإنابة، وأن الله مع أنه شديد العقاب غفور رحيم يقبل التوبة من عباده وتذكيره بتفسير قوله تعالى:"قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم".

كما تذكريه بخطورة تركه للصلاة وأن من تركها عامداً متعمداً يؤدي به إلى الكفر الذي قال فيه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:"العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر".

وإذا رأيتِ منه إصراراً على ترك الصلاة، وانغماساً في الرذيلة فاحذري هذا الأخ، وابتعدي عنه وأنصحك بعدم مساكنته لأنه لا يؤمن جانبه طالما أنه مضيع لحقوق الله وأهمها الصلاة ويخشى عليك أن يفتنك وربما جلب لك ما يسوؤك.

أسأل الله تعالى أن يهدي أخويك وأن يوفقك لدعوتهما ويعينك عليهما وبالله التوفيق والسداد.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015