صديقي كثير اللعن

المجيب صالح بن درباش الزهراني

عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى

التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات دعوية وإيمانية/مشكلات دعوية

التاريخ 28/3/1425هـ

السؤال

لي أحد أصدقائي حينما يغضب يلعن أمي أو يلعن أي شخص يقابله، وحينما تقول له: لا تلعن، يقول اللعنة أليست ترجع لي (ما دخلك) .أبلغوني الجواب جزاكم الله خيراً.

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

فإن الإكثار من اللعن ليس من صفات المؤمن؛ قال صلى الله عليه وسلم: "ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش البذيء"، ولعن من لا يستحق اللعن من المعينين كبيرة من كبائر الذنوب (انظر الكبيرة 39من كتاب الكبائر للذهبي) ، وفي الحديث:"لعن المؤمن كقتله" رواه البخاري (6105) ومسلم (110) من حديث ثابت بن الضحاك - رضي الله عنه - ويعظم إثمه عندما يكون موجهاً للوالدين أو لأحدهما كما في السؤال، إذ يجتمع فيه حينئذٍ إثم اللعن وإثم عقوق الوالدين؛ وقد قال صلى الله عليه وسلم: "لعن الله من لعن والديه" رواه مسلم (1978) من حديث علي - رضي الله عنه -.

ومن لعن معيناً لا يستحق اللعن عاد ذلك اللعن على اللاعن؛ قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إن العبد إذا لعن شيئا صعدت اللعنة إلى السماء فتغلق أبواب السماء دونها ثم تهبط إلى الأرض فتغلق أبوابها دونها ثم تأخذ يمينا وشمالا فإذا لم تجد مساغاً رجعت إلى الذي لُعن فإن كان لذلك أهلاً وإلا رجعت إلى قائلها".

ولا يجوز التساهل في لعن المعينين؛ لما في ذلك من الوعيد الشديد، أما اللعن على سبيل العموم لمن يستحقه فلا بأس كلعن الكافرين والظالمين وآكلي الربا ... وشاربي الخمر ... ونحو ذلك مما هو لعن لجنس الفاعلين لا لأعيانهم.

وما ذكره السائل من عدم مبالاة اللاعن بعقوبة اللعن هو- والعياذ بالله- من قبيل الاستخفاف بعقاب الله ويخشى على من تعمد ذلك الكفر؛ فإن من استخف بشيء من ثواب الله أو عقابه كفر، وعليه فالواجب مناصحة المذكور بالتي هي أحسن، وبالحكمة والموعظة الحسنة حتى لا يصر على خطئه، وينبه برفق ولين على خطورة ذلك ومآل من استخف بعقاب الله؛ فلعله لا يعلم بأن ذلك يؤدي إلى الكفر. والله أعلم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015