المجيب د. محمد بن عبد الرحمن السعوي
عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم
التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات دعوية وإيمانية/مشكلات دعوية
التاريخ 19-2-1423
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
باختصار، أعانى من مشكلة لا أدري كيف أشخصها. (ممكن تسميتها "عدم القدرة على التطبيق".
أستغرب من تصرفاتي وردود فعلي في كثير من المواقف. فمثلا إذا سألني أحد عن الكيفية التي عليه أن يتصرف بها في موقف ما (مع زوجته أو ابنه أو صديقه) لأرشدته إلى ما هو من الحكمة. لكني إذا وضعت في نفس الوضع الذي سئلت عنه في السابق، لا أطبق ما أعلم أنه من الحكمة. بل أتصرف بطريقة عوجاء لا حكمة فيها ولا بعد نظر. مع العلم بأني أريد التحسن إلى الأفضل وأحاول جاهدا نفسي في ذلك.
والمشكلة أني أحفظ الأحاديث النبوية التي تنهى عن الغضب وتحث على حسن الخلق والعلاج بقول "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم" والوضوء والجلوس (إن كان واقفا) .
ولكن المشكلة أنني لا أطبقها في حين ضرورتها!!!
وبفضل الله علي، أحاول أن أصلي في المسجد كل الفرائض وأحاول المحافظة على أذكار الصباح والمساء. وأحاول نصح الناس (مع تقصير في ذلك) . وضميري يؤنبني جدا خصوصا من الجانب الدعوي، حيث تصرفات الإنسان لها تأثير أبلغ من كلامه وأخشى أن تكون تصرفاتي تهدم ما أريده حقيقة.
هل من الممكن السيطرة على الردود الفعلية السريعة وبالتالي التريث في الكلام ووزنه وضبطه؟ (في كثير من الأحيان أعلم أني منفعل وأن ذلك ليس بالجيد)
السؤال: إجمالا، كيف أطبق ما تعلمته من أحاديث سلوك المسلم؟
وجزاكم الله خيرا،،،
الجواب
أخي الكريم أشكر لك ثقتك وأسأل الله تعالى لنا ولك التوفيق والسداد والرشاد ... وأما عن استشارتك فتعليقي عليها ما يلي:-
أولا: يظهر لي من سؤالك الحرص الأكيد على النهوض والرفعة والسمو بأخلاقك وتصرفاتك وسلوكياتك، وهذا الحرص الجاد هو وأيم الله الخطوة الضرورية الأولى لانتشال سلوكياتنا مما هي فيه والرفعة بها إلى المكانة التي ترضي خالقنا أولا وترضي حاجتنا النفسية ثانيا ثم الآخرين المحيطين بنا ثالثا.
صدقني انك بهذا الهم الذي تعيش فيه لإصلاح سلوكياتك وحالك أنك في الطريق الصحيح وفي الخط السليم، أما المغرور بذاته والذي يراها على حق دائما أو حتى لا يعترف بوجود نقص عنده هذا هو الذي لن يتطور ولن تصلح حاله بل وسوف يسأم المحيطون به من التعامل معه والعيش بجانبه.
ثانيا: يشكو كثير من الناس كما تشكو من السهولة في إبداء الرأي حول موضوع معين والكلام فيه بل حتى الإجادة التامة في طريقة طرحه وتناوله من مختلف الزوايا، ولكن الأمر الصعب الذي يواجهونه هو في عملية العمل والتطبيق، والناس مختلفون جدا في هذه الناحية وغالبا ما يحكم هذه المسألة لدى الإنسان عدة أمور منها على سبيل المثال:-
•الاستعداد النفسي ودرجة الثقة بالنفس لدى الفرد.
•التنشئة الاجتماعية ومدى الاستقرار النفسي والأسري في المراحل العمرية الأولى.
• الخبرات الفردية والمشاركات في شتى الأنشطة الحياتية سواء كانت اجتماعية أو نفسية أو ثقافية أو غير ذلك.