المجيب صالح بن عبد الرحمن القاضي- رحمه الله-
التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات دعوية وإيمانية/ أساليب الدعوة الصحيحة/دعوة الوالدين
التاريخ 16/09/1426هـ
السؤال
أنا شاب منّ الله علي بالهداية والالتحاق بركب الصالحين، ولي -ولله الحمد- بعض الأنشطة الدعوية، لكن لدي مشكلة، وهي أن والدي ضعيف في أداء الصلوات، خاصة صلاة الفجر، فهو لا يقوم لها إلا بعد طلوع الشمس حين يستيقظ لعمله، صراحة أنا لا أملك أسلوباً لكي أواجه به والدي بشأن هذا الموضوع، أرجو منكم أن تفيدوني، وجزاكم الله خيراً.
الجواب
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
أحمد الله على أنك شاب مستقيم، وأسأل الله لك الثبات على الحق ودوام الدعوة إليه بالقدوة والعمل.
أما موضوع تهاون والدك بأداء الصلوات عامة وصلاة الفجر خاصة، فلا شك أنها مشكلة عظيمة، والاهتمام بحلها أمر واجب، وهو من حق الله عليك تجاه والدك، لكن - يا ابني- لا أدري كيف تعامل والدك معك، هل يسمع منك وبينك وبينه ود وتفاهم، وهل هو مقصر في الصلوات فقط، أم عنده مخالفات شرعية أخرى؟ وأسئلة أخرى يهمني معرفة الإجابة عنها جميعاً؛ حتى أصف لك ما أرى مناسبته وجدواه بإذن الله، لكن لعدم توفر هذه المعلومات عندي سأصف لك وصفة عامة أرجو أن ينفعك الله بها، وتنجح في مساعيك مع والدك، فعليك أن تأخذ من هذه المقترحات ما تراه يناسبك.
(1) اكتب له رسالة فيها تلطف واحترام وبيان محبتك له وخوفك عليه، وأنك لا تجد قدرة على مواجهته شفهياً بالمناصحة، لأنه أبوك وتستحي أن تتقدم له بصفة الواعظ له، واجعل مع الرسالة شريطاً عن أهمية أداء الصلاة وعقوبة التهاون بها، وكذلك مطوية دعوية وتضع معها قارورة طيب مناسب وسواك مغلق، وتكتب عليها في غلاف يشملها: (هديتي لأبي الغالي كدليل محبة وتقدير) ، وتضعها في مكان لا يجدها فيه غيره.
(2) تدعو أحد الدعاة المتميزين وتخبره بموضوع والدك، وتدعو معه اثنين أو ثلاثة من زملائك في جلسة دعوية بينكم، فلعل أباك يحضر ثم يطرح الحاضرون عليه عدة أسئلة، ويكون من ضمنها موضوع والدك كأنه أمر عام، ويتكلم الشيخ بأسلوب ذكي ويتوسع فيه؛ لعل أباك يفهمه.
(3) تطلب من بعض الجيران ذوي الاستقامة والغيرة ممن هم في سن والدك أن يزوروه وينصحوه بالأسلوب المناسب، وكأنه اجتهاد منهم لا بإيعاز منك.
(4) تطلب من أحد الدعاة أن يتصل به هاتفياً لينصحه، وكأن هذا أحد الجهود التي يقوم بها هذا الداعية، ويقول لوالدك: حصلت على الرقم من أحد الجماعة ممن يحبون لك الخير ويخافون عليك.
أسأل الله أن يعينك، ويوفقك في مساعيك، وأن يهدي والدك لكل خير.