والدي يعارضني في اختيار التخصص

المجيب صالح بن عبد الرحمن القاضي- رحمه الله-

التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات تربوية وتعليمية/قضايا التعليم

التاريخ 9/10/1425هـ

السؤال

أنا شاب في المرحلة الثانوية، وبالتحديد ثالث ثانوي القسم الطبيعي، وأريد طلب العلم الشرعي، لكني أقابل من والديَّ وأقاربي بالرفض التام؛ بحجة أن العلوم الطبيعية أكثر فائدة مادية لكثرة مجالاتها ووفرة الوظائف، لكني أجد نفسي تميل لطلب العلم الشرعي. فماذا أفعل؟.

الجواب

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

ابني السائل- سدد الله رأيه ووفقه لطاعته- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

جزاك الله خيراً على همتك في طلب علم سينفعك الله به دنيا وآخرة، ولكنني وإن كنت أقدر فيك حرصك على تعلم العلم الشرعي، فإنني أميل إلى ما أوصاك به أبوك وأقاربك، وإننا وإن كنا بحاجة إلى تعلم العلم الشرعي وتعليمه لإفادة الناس ونشر الخير على بصيرة، فإننا أيضاً بحاجة ماسة إلى العلم الآخر، لاسيما إذا حمله أمثالك من أهل الاستقامة والصلاح، فإننا بحاجة إلى مهندس صادق مع الله، وطبيب مخلص في طبه، وغير ذلك؛ فالأمة الإسلامية فقيرة إلى كل من له علم تام في أمور دنياه، ويقدمه بمنهج إسلامي صادق ونزيه، وأنت تستطيع أن تجمع بين الخيرين لتكسب رضا الله بطاعتك لوالدك، والإلمام بهذا العلم الطبيعي، ونفع الأمة الإسلامية به بعد تخرجك، وإلى جانب ذلك تلتحق في أوقات فراغك بالدورات العلمية الشرعية، وتحضر دروس العلماء، وتلتقي بالدعاة، وتتصل بالمشايخ، وتدرس على أيديهم أهم ما تحتاجه من كتب العلم الشرعي، فتحصل على الحسنيين، وتفوز بالأجرين - بإذن الله تعالى-، فاجتهد في دراستك في العلم الطبيعي، واحرص على العلم الشرعي من أفواه العلماء والمشايخ، والجلوس عندهم، وسماع أشرطتهم، وقراءة الكتب على من يمكنك الاتصال به، وتثق بعلمه وإخلاصه، وما دامت نيتك صادقة ومخلصة - بإذن الله- فسيوفقك الله ويعينك، وما دمت في القسم الطبيعي فأنت مجتهد، وتحصيلك بفضل الله عظيم، فلا تفوِّت هذه الفرصة لينفعك الله، وينفع بك، وما دامت نفسك تميل للعلم الشرعي، فستدركه - بإذن الله- باقتراحي لك حتى تجمع بين الفضيلتين. سهَّل الله أمرك، وسدَّد جهدك، ونفعك، ونفع بك.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015