ثانيا: أما موقف زوجك هداه الله.. فما هكذا تورد الإبل.. فقد أقر صلوات الله وسلامه عليه ما قاله سلمان الفارسي لأبي الدرداء رضي الله عنهما: إن لبدنك عليك حق ولأهلك عليك حق فأعطي كل ذي حق حقه.. الحديث، فالإسلام دين السماحة والشمولية.. والأبناء فعلا يحتاجون إلى والدهم ليلاعبهم ويؤدبهم ويستمع إليهم.. ومها كانت والدتهم متعلمة وحريصة فهي في النهاية يد واحدة واليد الواحدة لا تصفق كما يقال!!! وأقول لك جميل لو ذكرتيه مرة وأخرى..بهدوء بحاجة الأولاد إليه ليجعل لهم جزء من وقته.
ثالثا: أما عن ابنتك أصلحها الله وجعلها قرة عين لوالديها هي وإخوتها.. فأقول أن ما تشعر به من ملل أمر عادي.. ويجب ألا تحملي الأمر أكثر مما يحتمل.. ولعل مرحلتها التي تمر بها ((المراهقة)) هي التي تصبغ تصرفاتها أحيانا بهذا الأمر والعزلة أحيانا وبعض المشاعر المتناقضة!! فراقبي الأمر بهدوء ولا تشعريها أن هذا الأمر يقلقك.. بل تعاملي معه وكأنه أمر عادي..لأنه فعلا أمر عادي..!!! فليس مطلوبا منا أن نحقق لأبنائنا كل ما يشتهون أو يتمنون بغض النظر عن رؤيتنا الشرعية والتربوية والإجتماعية..!! وأما ما تشاهده من قريباتها أو تسمعه.. فالواجب أن تشعريها بالثقة في النفس وأنها هي المحقة في تصرفاتها لسبب بسيط هو أن الشرع هو الذي أمرنا بذلك.. والمسالة: حلال أو حرام وليست مسالة ((موضة)) أو ((موديل)) أو ((أناقة)) وما سوى ذلك من الأمور المباحة فالحمد لله وفروا لها ما استطعتم بضوابط معينة.. تدرك معها أن الحياة لا تحقق لنا كل ما نتمناه.. ومثل هذه التربية تشعرها بأن مطالبنا وأحلامنا قد لا تتحقق.. وهذا لا يعني الإنكسار والحزن.. وطلب الشفقة..!!! وهي نقطة أساسية في بناء شخصيتها المستقبلية.. حتى ولو سمعتي منها التذمر والشكوى.. وربما البكاء فهذا أمر عادي جدا.. ففي العالم آلاف المرضى والجوعى والأيتام والمحرومين.. ماذا نقول عنهم؟!! ضعيها في الصورة لتدرك حجم النعمة التي تعيشها.. وذكريها أن الدنيا دار ممر للآخرة وأن النعيم هو نعيم الجنة..جمعنا الله وإياكم ووالدينا وذرياتنا بها.
رابعا: جميل لو استغليتي ذكائها بإكسابها بعض الهوايات مثل الرسم والقراءة وسيتبع القراءة محاولة الكتابة ... فشجعيها على كتابة بعض القصص والمذكرات وهناك العديد من الكتب والقصص والمجلات المفيدة جدا لمثلها. وجميل لو أحضرت لها بعض كتب السيرة وقصص الصحابة والصحابيات رضي الله عنهم وأرضاهم وغيرها من كتب التاريخ.. فستجد فيها الكثير من القيم والأفكار والعبر..إضافة إلى مجلات مثل الأسرة والشقائق ومجلة ولدي والفرحة وغيرها الكثير من المجلات الهادفة إضافة إلى بعض مجلات الأطفال كمجلة ماجد وسنان.. فهذه الأمور ستستقطع جزءا كبيرا من وقتها.