المجيب د. محمد بن عبد الرحمن السعوي
عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم
التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات تربوية وتعليمية/ العلاقات العاطفية /الإعجاب والتعلق
التاريخ 10-11-1423
السؤال
لدي زميل في الكلية حصلت لديه مشكلة فوقفت معه فيها مما زاد في ارتباطي به وجعلني كثيراً ما أتصل به وأحس براحة نفسية أثناء جلوسي بجواره، إلى أن اتصلت به مرة فما كان منه إلا أن غضب وقال يا أخي (كف عني خيرك وشرك) فجلست أفكر فيها طوال الوقت، ولم يتصل علي بعدها وقال: دع معرفتي بك في الكلية فقط. المشكلة أن أخلاقه طيبة وهو وسيم جداً ولا أعلم هل تعلقي فيه لأنه وسيم أم لا؟ ماذا أفعل مع هذا الصديق وكيف أتخلص من الحب الذي من هذا النوع؟
وجزاكم الله خيراً.
الجواب
الأخ الكريم..
شكراً لثقتك واتصالك بنا في موقع " الإسلام اليوم"
الذي أعجبني فيك من خلال سؤالك هو قولك " أنا جلست أفكر فيها طول الوقت".. وكنت تقصد بذلك كلام ذلك الزميل وطلبه منك أن تكف عنه خيرك وشرك. جميل جداً منك هذه المراجعة مع الذات وهذه المحاسبة للنفس. نعم يجب علينا جميعاً التفكر ملياً في حالنا حينما يدق جرس الإنذار، والغباء كل الغباء، والعناد كل العناد، والجهل كل الجهل هو التعامي عن مثل هذه الإنذارات إذا دقت بالخطر والتمادي بالأخطار حتى تقع المشكلة ويتعذر العلاج ويصعب إن لم يستحيل التصحيح والعودة إلى الطريق الصواب.
علاقتك بذلك الشخص كان يشوبها بعض الشوائب. ويعتريها بعض الشبهات على الأقل أمام الناس حتى وإن كنت أنت نفسك بريء كل البراءة من مثل هذه الشوائب، ولكن يبقى أن هذا الزميل فيه شيء من الوسامة الظاهرة وهذه وحدها تكفي بأن تجعل الإنسان يتبصر في حاله وحال العلاقة والصداقة مع مثل هذا الشخص هل هي لحسن صورته ونظارة مظهره وشكله ووسامة ملامحه أم هي لحسن خلقه ودماثة تصرفاته.
والذي يبدو لي أن الأمر قد حدد مساره في هذه الصداقة وقد طلب منك ذلك الصديق قطعها فلا حيلة أمامك إلا الاستجابة لمطلب هذا الشخص إن كنت تحب له الخير والسعادة فهو ربما قد سمع كلاماً أو تعليقاً من أحد الناس يتهم فيها علاقتك به لوسامته وجماله فأراد بذلك إغلاق الأبواب التي يأتي إليه الشر من خلالها.
الأمر الآخر أنني أؤيد فعل هذا الصديق بطلب الابتعاد بينكما حتى ولو لم يكن بينكما إلا كل خير، لأننا نعيش في مجتمع أمر الشرف لديه عظيم. والأمور الأخلاقية عنده مقدمة على كل أمر بجانب الدين طبعاً. ولا يوجد أمر ناجع في الأمور الأخلاقية وأمور الشرف مثل التجاهل والإغفال المطلق والهدوء التام في التعامل معها، لأنها في الحقيقة أمر حساس وكل حركة يزاولها الإنسان في سبيل العلاج والتعامل معها قد ينشرها ويفضحها من غير قصد فتجده يسيء من حيث أراد الإحسان، ويضاعف المشكلة من حيث يريد علاجها.. وما فعله ذلك الزميل هو من قبيل التجاهل بالهدوء والإغفال التام ولذلك طلب منك الانقطاع عن الاتصال ولم يكابر أو يحاول تبيين الأمر لك أو لغيرك لأن مثل هذا الفعل في مثل هذا الأمر سيزيد المشكلة وسيؤججها وكأنما سكب الوقود على النار.
ما فعله هذا الزميل هو لمصلحتك ولمصلحته فاستجب لطلبه واصبر وسترى نور الله يهديك لما هو خير لك في مستقبلك.
استعن بالله ولا تغفل الدعاء بالعصمة والستر في الدنيا والآخرة.
وفقك الله وسدد خطاك.