كيف يرغب ابنه الصغير في الطاعات؟

المجيب عبد الرحمن بن عبد المحسن البعيمي

مشرف تربوي بوزارة التربية والتعليم.

التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات تربوية وتعليمية/ تربية الأولاد/التعامل مع مشكلات الأولاد

التاريخ 10/10/1425هـ

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ابني يبلغ من العمر ست سنوات وعشرة أشهر، وهو يدرس بالصف الأول الابتدائي، وأرغب في عدة أمور:

1- تسجيله في حلقة تحفيظ قرآن، لكنه يرفض بقوة، فهل أجبره؟.

2- المحافظة على الصلاة: أحياناً يرفض الصلاة في المسجد والبيت، فهل ألزمه وأعطيه الهدايا لترغيبه فيها، أو أحرمه من بعض الأشياء؛ بسبب عدم أدائه للصلاة.

3- المحافظة على أذكار الصباح والمساء، فابني يحفظ بعض السور القصيرة وبعض الأذكار، لكن أحياناً كثيرة يرفض قراءتها. أرشدوني جزاكم الله خيراً.

الجواب

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

أخي الكريم: - حفظه الله-

إن ممارسة الكثير من الضغوطات على الطفل ليتعلَّم ويحقِّق نتائج جيدة ليست مفيدة، وإن تعَّلم أشياء مثل القراءة والكتابة والأرقام في عمر مبكر جداً، فهي أشبه ما تكون بمحاولة بناء السقف قبل الأساس.

فقدرات الطفل وطاقاته تنمو على مراحل تراكمية تتلاحق، وتفيد بعضها البعض، وتعتمد كل منها على سابقتها، والطفل يتعلَّم بطريقة أفضل إذا ما هيأ له الأبوان والمعلمون فرصة لتعلُّم الأشياء المناسبة لعمره.

لذا - أخي- ينبغي أن يكون لديك جزء كبير من المهارة والصبر، فمراقبة الطفل عن قرب، ومعرفة الوقت الذي يصبح معه الطفل محبطاً أو ضجراً مهم جداً؛ لأنه يجب أن نضع الطفل أمام فرص جديدة، وتحديات مناسبة لعمره، وبعث الاهتمام لديه لكي يطبق ما يريده الأبوان، لذا - أخي- ينبغي عليك أن تسعى إلى تطبيق الآتي:

1- مراقبة الطفل بشكل جيد؛ لكي يمكن أن تطلب ما تريد في أوقات مناسبة.

2- احترام رغباته وتوجهاته؛ حتى تستطيع أن تصل إلى ما تريد.

3- الامتناع عن العقوبة المسبقة، واتباع مبدأ التعزيز الإيجابي (الثواب) ، ومبدأ العقاب، والذي يكون بالحرمان مثلاً وليس بالضرب.

4- التشجيع المستمر للطفل إذا تعلَّم أشياء جديدة خارج المدرسة وداخلها.

5- الصبر وعدم استعجال النتائج، فما يرفضه الطفل اليوم قد يقبله في الغد.

6- الدعاء له بالهداية والصلاح.

ولا تنس - أخي- أن تعبر لطفلك عن سرورك الكبير لأي شيء يتعلَّمه حتى لو كان صغيراً. والله يحفظك.

أما مسألة العناد فهو سلوك إنساني سوي، فالإنسان قد يرفض موقفاً ما، ويتخذ موقف الرفض منه، فيكون الشخص في صراع بين سلوكيه، والتمسك الشديد بأحدهما يطلق عليه العناد.

والأطفال عندما يتمسكون بموقفهم فهم يرونه أكثر مناسبة وراحة لهم، ولذلك يجب عدم مواجهة الطفل في إصراره، فلا تصرخ إذا كان يصرخ، ولا توجه له عبارات جارحة، بل يجب اللجوء إلى الحديث الذي يناسب الحوار، بحيث ننقل الطفل من حالة الهجوم إلى الدفاع، فيكون هناك قنوات للحوار أكثر إيجابية.

فقد يكون الطفل محقاً بعناده، وهذا ما يجب أن يعرفه الوالدان، فالحوار هو الوسيلة الرائعة لفهم ما يريده الطفل، وهو وسيلة ناجحة لعلاج حالات العناد.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015