المجيب عبد الرحمن بن عبد المحسن البعيمي
مشرف تربوي بوزارة التربية والتعليم.
التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات تربوية وتعليمية/ تربية الأولاد/ الأساليب الصحيحة لتربية الأولاد/مرحلة الطفولة
التاريخ 27/3/1425هـ
السؤال
السلام عليكم.
أنا أم لطفلين، طفلي الأول وهو صبي عنيد جداً لدرجة أني لا أستطيع السيطرة عليه ولا على عصبيته الزائدة، وهو يبلغ من العمر خمس سنوات ونصف، أما أخته فهي ليست كذلك، فمثلاً مرة وهو ينتظر حافلة المدرسة قالت له الخادمة بعد أن وقفت الحافلة تماماً "اركب" فما كان منه إلا أن بكى وقال: "لن أركب"، والسبب أنه لماذا طلبت منه الخادمة أن يركب ولقد كان سيقوم بذلك لوحده، وبسبب عناده وإصراره على عدم الركوب لم يذهب في ذلك اليوم إلى المدرسة. وكذلك الحال بالنسبة لبعض الطلبات التي أطلبها منه مثل أدخل الحمام، وأذكر مرة وخلال تعليمي له الأحرف الهجائية طلبت منه كتابة حرف القاف فما كان منه إلا أن كتب الحرف والنقاط بداخله لا على رأس الحرف، وعندما قلت له ليس كذلك يكتب الحرف قام بالصراخ وقال إنه يريد كتابة الحرف بتلك الطريقة وقال "بكيفي"، وهو لا يقوم بتلك الحركات أمامي فقط بل حتى مع عماته أو أي شخص في محيط العائلة. أرشدوني كيف التعامل معه علماً بأن الضرب كذلك لا يجدي. وجزاكم الله خيرا.
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
العناد سلوك قد يهدد الأسرة أحيانا ويقودها نحو طريق مسدود، فالآباء والأمهات يبذلون ما بوسعهم لتنشئة ورعاية أطفالهم، إلا أن الإخفاق في إيجاد الحلول المناسبة قد يسبب مشاكل عديدة. ويتضح العناد في عدم قبول الطفل الوضع القائم ويرى أن الوضع الآخر أكثر مناسبة وراحة له.
ويرى بعض علماء النفس على أهمية التعامل مع الطفل العنيد بطريقة الاستجابة لتصرفه بمعنى ألاّ تقوم بالصراخ، ولا توجه له عبارات جارحة إذا استخدم عبارات عنيفة. بل الذي يجب هو الكلام والحديث الذي يناسب موقف وعقلية الطفل، وبذلك نجعله ينتقل من حالة الهجوم إلى الدفاع فتخف حدة انفعاله. وفي حالة الأخت السائلة قد يكون للدلال الزائد دوره في وجود العناد إضافة إلى أنه قد يرغب الطفل في لفت الانتباه لوالديه خاصة مع وجود طفل آخر في الأسرة وهي أخته التي قد تكون سحبت منه بعض الحنان والحب من والديه.
وقد يكون فقدان الأم في مسألة أن الخادمة هي التي توصل الطفل إلى السيارة التي تنقله إلى المدرسة لها دور في مسألة العناد الذي يحتاج فيه الطفل إلى الحوار والحب والحنان.
وقد يكون لمقارنة الأم بين الطفل وأخته له دور في تضخيم العناد، بحكم أن الأخت قد تكون مسالمة ومطيعة؛ ولذا يجب الانتباه أن لكل طفل شخصيته الخاصة به. والله الموفق.