المجيب فيصل بن عبد الله الحميقاني
مدرس بمدارس رياض الصالحين.
التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات تربوية وتعليمية/ تربية الأولاد/ الأساليب الصحيحة لتربية الأولاد/مرحلة الطفولة
التاريخ 25/03/1427هـ
السؤال
لقد سمعنا في الآونة الأخيرة عن انتشار الأمراض النفسية الحديثة مثل: (الخوف المرضي-الرعب الداخلي-نوبات الذعر -القلق المرضي-الخفقان وزيادة ضربات القلب عند التحدث أمام الآخرين) ، فهل كان الصحابة الكرام -كخالد بن الوليد وعمر وحمزة وأسامة وسلمان وغيرهم- مصابين بأحد منها، وهل كانوا يعرقون أو يرجفون عندما يحدثهم أحد؟ وهل كانت ضربات قلوبهم تزداد عندما يواجهون هذه المواقف؟ وهل كانوا يتدربون للقتال بروح قتالية عالية وحماس، ويستخدمون عقولهم في التدريب مثل الجيوش اليوم؟ وهل كانت لديهم شجاعة الإرادة (القدرة على ضبط شهوات النفس، ومنع جنوحها إلى مهاوي الردى والمهالك- التغلب على مخاوف النفس وهواجسها وقهر أوهامها - ألا ينقاد المرء للجلساء وأصحاب المنافع أو الشهوات التي تخل برجولته أو كرامته أو مروءته) .
أرجو الإفادة، فأنا طفل، وأريد أن أبني شخصية قوية لأخدم الإسلام.
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
أيها الابن المبارك، لقد سررت -والله- عندما قرأت رسالتك المباركة التي شدتني إليها شداً لم أجد له تفسيراً إلا أن تكون صادرة من شاب صغير السن كبير الهمة.
نعم قرأت الرسالة ملياً فشدني فيها أمور، منها:
1- ذكرت شخصيات وأمراضاً ومواقف قلما يعرفها شاب في مثل سنك، فقلت في نفسي: بارك الله في والدَي هذا الشاب اللذين فتحا له باب الاطلاع على النافع والمفيد، وأصلح الله ابنهما، وجعله قرة عين لهما ولأمته.
2- دخولك لموقع إلكتروني جاد كموقع (الإسلام اليوم) ، مع أن أمثالك من الشباب ربما بحثوا عن مواقع مسلية إن لم تضرهم في دينهم وديناهم لم تنفعهم، وهذا دليل على جديتك وحرصك.
3- لمست في رسالتك همة عالية تشبه همم الرجال الذين ذكرتهم في سؤالك، وولاءً كبيراً لدينك وأمتك.
لا أريد ذكر ما شدني في سؤالك، فهو ليس مطلوبك، ولعل فيما ذكرت لك كفاية.
أما عن سؤالك فأقول:
1- هؤلاء الرجال الذين ذكرت هم ليسوا ملائكة، أو خلقاً غيرنا، بل هم بشر لهم مشاعر وأحاسيس وآمال، وغير ذلك مما يشترك فيه كل بني آدم.
ولكن هؤلاء الرجال تربوا على قوة التعلق بالله، والارتباط به من خلال أمور:
أ- الحرص التام على الاقتداء بالنبي -صلى الله عليه وسلم-.
ب- كثرة العبادة، لا سيما ما كان خفياً منها.
ج- علو همتهم التي لا تقف إلا عند بلوغ الفردوس الأعلى من الجنة.
د- حسن الخلق والتواضع للخلق.
هـ- طلبهم للعلم، خاصة فيما يخص عباداتهم وقلوبهم.
وتوكل لا محدود على الله وحده.
ز- الوقوف عند آيات الكتاب العزيز، وأحاديث السنة النبوية، والعمل المباشر بما فيهما.
م- ملازمتهم للعلماء الربانيين، وذلك كونهم ورثة الأنبياء.
وغير ذلك كثير مما لا يتسع المقام لذكره.
2- استخدم هؤلاء الرجال كل ما هو متاح لهم في زمنهم لاستثماره في تدريب أنفسهم على القتال والصبر والجلد والشجاعة، وغيرها من الصفات.