المجيب أحمد بن علي المقبل
مرشد طلابي بوزارة التربية والتعليم
التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات اجتماعية / العلاقات الأسرية/العلاقات مع الأقارب
التاريخ 5/8/1422
السؤال
أخي الكريم مشرف نافذة الاستشارات الموقر:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:
لا أصل رحمي.. لسبب تكمن صعوبته بالنسبة لي في تفاهته، وهو أني أستحي كثيراً أن أثقل على من أصلهم بصمتي وذلك كوني أجلس ساكتاً لا أجد ما أقول بعد السلام والسؤال عن الحال إلا إذا سألني فيكون ردي مختصراً بقدر السؤال.
وأن أجد من ذلك حرج شديد.. لا أدري.. قد تكون تلك مشكلة نفسية أو مشكلة متعلقة بشخصيتي؟! الله أعلم.. كل ما أعرفه أني لا أحب الكلام بقدر الاستماع.. وهذا ما يمنعني من زيارة أقربائي رغم ما أعرفه من فضل صلة الرحم المذكور في الكتاب والسنة.
برأيكم السديد.. هل أنا في مشكلة؟ وما حلها؟؟ وقبل هذا.. هل أنا آثم؟؟
الجواب
أخي الكريم أشكر لك ثقتك.. واسأل الله تعالى لنا ولك التوفيق والسداد.. أما عن مشكلتك فتعليقي عليها من وجوه:-
أولاً: لا شك أنك تعرف - أخي الكريم - فضل صلة الرحم وثوابها العظيم.. بل وعظم قطعها أو عدم وصلها.. وهو كلام يطول.. وشواهده من الشرع كثيرة جداً لا أظنها تخفاك.
ثانياً: الصمت غالباً ما يكون حكمة.. فلا تجزع من صمتك إلى هذه الدرجة.. التي تدفعك إلى تجنب أمر واجب كصلة الرحم..!!
ثالثاً: تستطيع أن تحقق الكثير من المشاركة مع الآخرين بدون أن تتكلم كثيراً..!! أي عن طريق الاستماع والإنصات ولا بأس من طرح بعض الأسئلة على جليسك حول طبيعة عمله - مثلاً - أو هواياته.. أو تفسيره وتحليله لبعض شئون الساعة.. أو استشارته في أمر يهمك مهما بدا لك بسيطاً.. فهدفك الحقيقي هنا إيجاد نوع من المشاركة بشكل أو بآخر.. والإنصات إليه.. ومتابعته وهو يتحدث باهتمام واضح.. مع بعض الإيحاءات الدالة على الاستفادة مما يقول.. وبعض التعليقات الإيجابية.. والاستفسارات البسيطة عما خفي عليك.. صدقني ستصبح لديهم من أخلص الجلساء..!! لماذا؟ لأن الناس غالباً يبحثون عمن يستمع إليهم أكثر بكثير مما يبحثون عمن يحدثهم..!! هذا أمر.. والأمر الآخر.. أنك بهذه الطريقة ستكسر حاجز الصمت الثقيل.. وستجد نفسك تندمج مع جليسك ببساطة متناهية!!! .
رابعاً: الزيارات - أخي الكريم - ليست مرتبطة بوقت معين لا يمكنك تجاوزه أو نقصه..!! فإذا قدر أنك قمت بزيارة ما.. وران الصمت عليك وعلى جليسك لسبب أو لآخر.. ولم تستطع إيجاد مفاتيح لطرح أي موضوع والسؤال عنه.. فلا بأس من الاستئذان والانصراف تحت أي عذر.. وتكون بذلك قد حققت المعادلة.. صلة الرحم.. وعدم استثقال الجلسة..!!
خامساً: تعامل مع هذا الأمر ببساطة.. ولا تحمله أكثر مما يحتمل.. فالناس لا ينظرون إليه بهذا المنظار الذي تنظره.. ولا يستثقلونه كما تتصور إلى هذه الدرجة..! وتأكد.. أنك لست مطالباً دائما ً بأن تتكلم مع الجميع وتثير النقاش.. فالأمر يسير جداً..!! ومع ذلك تستطيع كما أسلفت أن تدرب نفسك على إيجاد بعض المواضيع كمفاتيح للحديث.. والكلام يجر بعضه كما يقال.