المجيب سليمان بن سعد الخضير
مشرف مناهج بوزارة التربية والتعليم.
التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات اجتماعية / العلاقات الزوجية/ المشكلات الزوجية/عدم الإنجاب
التاريخ 8/2/1425هـ
السؤال
عشت حياة صعبة جداً، فقد تزوجتُ وأنا في سن صغيرة، واكتشفت بعد ذلك أن زوجي يشرب، ويعاشر النساء، وصبرت، وتحملت، واكتشفت أيضاً أنه عقيم، ولم يخبرنا بذلك، فصبرت أيضاً، وانشغلت بدراستي حتى وصلت للمرحلة الجامعية، فطلبت الطلاق، وحصلت عليه، ولكن بعد تعب.
وقبل أن أتم السنة تزوجت برجل ذو منصبٍ كبير جداً، وذو خلقٍ بشهادة الجميع، ولكنه يكبرني بعشر سنوات، وكنت الزوجة الثانية له، وسبب زواجه مني هو انشغال زوجته بأطفالها الأربعة ووظيفتها، ومن هنا بدأت رحلة معاناتي الثانية، فقد اكتشفت أنه يريدني للمتعة فقط، ولا يريد أن ينجب مني أطفالاً، مع العلم بأن قلبي يتقطع شوقاً في اليوم ألف مرة على طفل ألاعبه، حاولت معه مراراً وتكراراً، وبجميع الوسائل، ولكن دون جدوى، (يقول لي: فيما بعد إن شاء لله) ، مع العلم بأن لي مبيضاً واحداً فقط، أي أن فرصتي بالإنجاب تقل كلما تقدم بي العمر،
صبرت ثم صبرت، وأخيراً التجأت إلى الدعاء، فحَملتُ بتوفيق الله، إذ أنه يعزل وأنا ليس لدي بويضات كبيرة ولكنها قدرة الله، فرحت، بل كدت أطير من الفرح، وازداد تعلقي بزوجي، واهتمامي به أكثر من ذي قبل بأضعاف مضاعفة؛ حتى لا يشعر بالغيرة.
ولكن والحمد لله على كل حال، لم تكتمل فرحتي فبعد عشر أيام من فرحتي أسقطت، حمدت الله كثيراً، ولازلت أحمده، لكنني أشك أن زوجي هو الفاعل؛ لأنه سبق وأن فعلها مع طليقته، قاومت شكوكي، وحاولت أن أنتصر عليها، فقد وعدني بأنه سوف يعوضني بأحسن منه، ولكنه أخلف وعده كالعادة، وبدأ يعزل مرة أخرى، ولكن بحرص أكبر لدرجة تثير جنوني، فماذا أفعل؟ أنا أحبه ولكنني خائفة جداً من أن يطلقني بعد أن يمر بي الزمن، فهل ألحق نفسي وأطلب الطلاق؟ أم أصبر؟ أم ماذا؟ مع العلم بأن عمري الآن يقترب من الثلاثين، أنقذني، الله ينقذك من حر جهنم.
الجواب
مشكلتك تتلخص في أنك تحبين زوجك، وترغبين جدًا في حصول الولد، في مقابل عدم رغبة الزوج في ذلك.
حصول الولد حق شرعي لكلا الزوجين، وهو ثابت لهما بمجرد الزواج، وليس لأحدهما منع الآخر منه، وهل يسقط الحق بالاشتراط قبل الزواج؟ فيه نظر.
ولإعانتك على حل المشكلة افترضي زوجك عقيمًا لا ينجب ماذا عساك تفعلين مع محبتك له ورغبتك في الولد؟ هذه مثل هذه، إلا أن في حالتك أملاً بأنك يمكن أن تحملي منه أو أن يغير رأيه.
لا يترك الإنسان محبوبًا إلا لمحبوب أعظم منه، ولعلك تراعين اختيار أحدهما بنفسك، فإذا اخترت الولد فاتبعي الخطوات التالية حسب ترتيبها:
- راجعي زوجك بجدية وصراحة أكثر.
- أدخلي في موضوعك بعض أهلك أو أهله لإقناعه بالولد أو الانفصال "فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان" [البقرة:229] .
- ارفعي دعوى قضائية ضده، وتوقعي أن تكون نهاية العلاقة بينكما مع صدور حكم القضاء.
أما إذا اخترت زوجك، فاغتنمي حالات صفائه معك، وإقباله عليك، وتدللي عليه للحصول على موافقته في المولود، مثل ما أتوقع أن تلحي عليه فيما ترغبين فيه، حاولي الحمل منه، واحذري أن يتسبب في إسقاطه (إذا صح اتهامك له) ولو لجأت إلى الذهاب إلى أهلك لأي عذر مدة حملك أو فترتها الأولى حسبما ترشد إليه الطبيبة المختصة.
المهم تأكدي أن لك حقًا في الولد، لا يسقطه عدم رغبة الزوج فيه إلا أن يكون قد اشترط قبل الزواج؛ فإن هذه تفصل عند القضاء.