المجيب مريم الثمالي
التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات اجتماعية / العلاقات الزوجية/ المشكلات الزوجية/أهل الزوجة
التاريخ 02/11/1426هـ
السؤال
أنا امرأة متزوجه منذ خمس سنوات، وزوجي مغترب في أحد البلدان العربية، ومشكلتي مع أم زوجي، فهي دائماً تختلق المشاكل بيني وبين زوجي، وتصفني بعبارات بذيئة، حتى إنها جعلت زوجي يطلقني، ولكنه أعادني بعد تدخل أهلي، فقد حولت حياتي إلى جحيم، وجعلتني أبدو أمام أهلي المخطئة والمتطاولة عليها؛ بحجه أني لا أقوم بواجبات البيت، والله لقد حاولت الانتحار ذات يوم، وعندما تأتي اللحظة الحاسمة أتذكر عذاب القبر وخوفي من الله، وأتراجع عن ذلك، علماً أن زوجي يحبني وأنا كذلك، ولكنه ضعيف الشخصية، وسرعان ما يستسلم لإرادة أمه الشيطانية. أرشدوني ماذا أفعل؟ وجزاكم الله خيراً.
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
في بداية الأمر اعلمي أن من أعظم أبواب الأجر الصبر على أذى الناس ... احتسبي ذلك، وأكثري من الدعاء، وقول: "لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم- حسبي الله ونعم الوكيل- اللهم إليك أشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس ... عظمي الله -عز وجل- فمن عظَّم الله -عز وجل- يعظمه الناس، ثم عليك بالخطوات التالية:
1- بعد تفويض الأمر كله لله عليك بأن تكسبي طرفاً لصالحك يعد هو صمام الأمان بالنسبة لك..أهلك أو زوجك الأقرب إلى تفهم وضعك، والذي يأمن جانبك ويثق بك، وفي المقابل تأمنينه وتثقين به. هذا الأمر مهم جداً لك من الناحية النفسية، فهو يعتبر الأذن الصاغية لمعاناتك -المرشد لك- المدافع عنك.
2- اعملي جاهدة وفي أسرع وقت أن تكوني برفقة زوجك، وحاولي تذليل العقبات التي تحول دون ذلك.. بالدعاء وبإقناع زوجك وتشجيعه على ذلك.
3- لن أقول لك حاولي كسب أهل زوجك؛ لأنك لاشك حاولتِ ذلك مع الوقت من تنوع الأساليب معهم بالتقرب إليهم من هدايا -ومشاركتهم فيما يهمهم- ملامسة معاناة أحدهم، اعملي ذلك واحتسبي ولا تنتظري ولا تنظري إلى ردة فعلهم تجاه ما تعملينه، لأنها لا شك ستكون في البداية قاسية، ومع الوقت حتماً ستبدأ بالتغير للأفضل.
4- لن يكون كل الحل هو التودد والتقرب لهم؛ لأن هذا الأمر بطيء الأثر قصير المفعول كما يبدو لي مما ذكرتيه عنهم.. عليك بفهم ما وراء سلوك عمتك (أم زوجك) ، هل هي مشاعر غيرة؟ هل هي مشاعر الابن؟ هل كنت أنتِ السبب وراء سفر الابن (أقصد) صعوبة أمور النفقة عليه بعد الزواج ألجأه للسفر بعيداً أو كسب العيش؟ عموماً عليك بعد توقع السبب الجلوس مع العمة بمفردها، وبدء حوار مناسب معها بأنك تتفهمين مشاعرها، وربما تكون لأجل كذا أو كذا وغير ذلك. محاولة تطمينها بأن الأمر لن يطول، وبإذن الله ستسير الأمور على ما يرام.
5- حاولي قدر الإمكان الانفصال عن عالمهم وتقليل الاحتكاك بهم.
6- عليك -وهذا ما يهم- أن تقوي من ثقتك بنفسك قدر المستطاع، فأنت في هذا الظرف الذي تعيشينه بحاجة إلى القوة أكثر من الاستسلام والانسحاب، (المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف) .