والذي أراه الأنفع لك أن تتجه إلى إصلاح زوجتك الأولى، وتعمل على الارتقاء بوعيها واهتماماتها، بالإضافة إلى تلبية حاجتها من الترويح الذي يقنعها بقدراتك، فلا تنتظر أن تقترح هي عليك سفرات الإجازة، بل امنح أسرتك جزءًا من وقتك للتفكير فيما يمكن تسميته بالمفاجآت، وهذا يتطلب استشارة الإخوة المتدينين (مشافهة أو عبر الإنترنت للمواقع الإسلامية التي تعنى بمثل هذا) عن الأماكن التي تجمع بين الجودة والمحافظة وما الأوقات المناسبة للوصول إليها. كما أقترح أن توظف أولادك لصالح بناء علاقة زوجية ناجحة، فمن المتوقع أن يكون بعض أولادك راشدين يعينونك في بعض الأفكار التي تنشر الراحة في الأسرة؛ فإن قدرًا من رضا الزوجة معقود برؤيتها سرور الأولاد ورضاهم. ولا تنسَ مع ذلك، العدل في العطية بين الزوجتين.
أنت بحاجة إلى أن تتعرف إلى وسائل إقناع زوجتك الأولى بالثانية وكيفية تقبلهما لبعض؛ لأن ذلك مهم في استقرار حياتك الزوجية، ولا يصح أن يمرر مفهوم مراعاة مشاعر الزوجتين بإنشاء جدار فاصل بينهما، نقدر الغيرة التي جبلت عليها النساء ونتفهم متطلباتها، لكن ذلك لا يعني القطيعة التي قد تصل إلى أولادهما الذين هم إخوة لأب.
وإذا كان ما سبق دعوة لإصلاح زوجك؛ فإني أتوقع حاجتك (كما هي حاجة كثير من الناس) إلى تعرف وسائل من شأنها تزويدك بقدرة على إدارة نفسك وأسرتك وقيادتها بشكل شجاع وهادئ، ولا تقف عند حدود العاطفة التي ربما سيطرت على نفسك حينًا، فجرتك إلى تصرفات لا تحمدها، وبفضل الله نجد هذا النوع من البرامج قد توفر مؤخرًا في الساحة، فقط امنح نفسك فرصة البحث عن إدارة الحياة الزوجية ومهارات الاتصال والتأثير والإقناع. النوع السابق يسمى البرامج المتعدية، وهناك البرامج الذاتية وهي التي تعنى بتطوير الشخصية من خلال توسيع قاعدة الفهم وتصور الأشياء، وتقوية القلب والشجاعة والتخلص من القلق والتردد ونحو ذلك من البرامج، وهي ليست محصورة في الدورات (كما قد يتوقع البعض) بل هناك القراءات في هذا الموضوع، وثمة كتب ثقافية ومجلات محتشمة تقدم أطروحات جيدة بهذا الخصوص، وهناك الأشرطة السمعية والجلسات التي يعقدها بعض المختصين. أرجو أن تكون معينة لك على تجاوز ما تعانيه من مشكلة.
أسأل الله أن يجمع بينكم على البر والتقوى، ويجعل أهلك وذريتك قرة عين لك.