المجيب سليمان بن سعد الخضير
مشرف مناهج بوزارة التربية والتعليم.
التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات اجتماعية / العلاقات الزوجية/ المشكلات الزوجية/مشكلات التعدد
التاريخ 12/04/1425هـ
السؤال
تزوجت وعمري 19سنة بامرأة ذات جمال ومتدينة إلى حد ما، أمها من قطرٍ آخر، وأبوها من قطرِنا نفسه. أنا متدين وكان لاختلاف البيئة بيننا وكون زوجتي هي الوحيدة، لا أخوات لها سبب في كثير من المشكلات بيننا خصوصا في الصيف، حيث أضطر للسفر لبلد أمها إرضاء لها، وهناك تكثر المشكلات بسبب بيئة أخوالها المليئة بالمعاصي، وطوال حياتي معها17 سنة لم أجد الراحة النفسية والاستقرار سوى أننا نحب بعض وبشدة إلى درجة العشق أحيانا، ولي منها خمسة أطفال، واضطررت للزواج عليها؛ لأني صرت أضعف مما سبق في تديني، فتزوجت امرأة متدينة، فكانت نعم المرأة العابدة والخلوقة إلى حد لا أستطيع وصفه، لكنني لم أهتم بالجمال لوجود ذلك عند زوجتي الأولى، ولكن بدأت حالتي النفسية في التدهور بسبب طلب الأولى للطلاق بإلحاح شديد، غير أن الثانية زادت تعلقا بي، ففكرت في طلاق الأولى لكن الثانية لا تستطيع إعفافي لتشوهات خلقية في أماكن تحرمني من المتعة الجنسية، ثم فكرت في طلاق الثانية فرأيت من الصعوبة العيش مع الأولى بعد زواجي الثاني، ثم فكرت في طلاق الثنتين والزواج بأخرى تجمع الجمال والدين والخلق وهو ما أميل إليه، أما الزواج بثالثة فلا أستطيع ذلك مادياً؛ ولأني أظن أنه لا يوجد امرأة تتوفر فيها شروطي وتقبل بي، وعندي زوجتان، وأنا الآن أعيش لوحدي بعيداً عن زوجتي الثنتين، وفي حيرة شديدة، فما مشورتكم لي؟
الجواب
أشيد ـ ابتداءً ـ بحرصك على التمسك بالتدين والدعوة ونفع الأمة رغم ما تتعرض له، كما أرجو أن يكون في زواجك المبكر توفيق أراده الله لك، وما جرت الإشارة إليه من جهلك بـ «عالم حواء» وكيفية المعاشرة الزوجية ليس مشكلة التبكير بالزواج بشكل مباشر، بل السبب الحقيقي عدم التأهيل بشكل عام، وهذه قد يقع فيها من هو أكبر سنًا. ومن الواضح أنها لم تكن سببًا في المشكلات التي تعانيها الآن.
ومع أنك ذكرت عددًا من الخيارات التي ترى أنها وسائل لتجاوز المشكلة، فلا أميل لواحدة منها (في ضوء ما كشف عنه السؤال) وبالتالي فلن تكون الإجابة ترجيحًا لأحد الخيارات على الأخرى (طلاق إحداهما، أو طلاق الاثنتين معًا، أو الزواج بثالثة) .
القرار الصواب أن تبقي الاثنتين؛ فإن بينك وزوجتك الأولى علاقة مودة كبيرة، وهي أم أولادك، وربما ترتب على الانفصال عنها سفر أولادها (ولو حينًا بعد حين) إلى أخوالهم وهو ما عانيت منه أنت. وزوجتك الثانية أثنيت على تدينها وصلاحها، ولعلها تكون المعين لك في تحقيق ما تصبو إليه، كما أنها أكرمتك بمحبتها إياك، ولا يوجد مسوغ لطلاقها من جهتها؛ حيث إن مشكلتك، في الواقع، هي مع زوجتك الأولى قبل زواجك بالثانية، وإن كان زواجك الثاني قد ركز نوعية الشجار والخصام. وبالتالي لا أتوقع أن يكون طلاق الثانية حلاً لعدم استقرارك النفسي.