الثاني: سئل شيخ الإسلام -كما في مجموع الفتاوى (4/252) -: هل الملائكة الموكلون بالعبد هم الموكلون دائما؟ أم كل يوم ينزل الله إليه ملكين غير أولئك؟ وهل هو موكل بالعبد ملائكة بالليل وملائكة بالنهار؟ وقوله عز وجل: "وهو القاهر فوق عباده ويرسل عليكم حفظة حتى إذا جاء أحدكم الموت توفته رسلنا وهم لا يفرطون" [الأنعام: 61] فما معنى الآية؟ فأجاب: الحمد لله، الملائكة أصناف: منهم من هو موكل بالعبد دائما، ومنهم ملائكة يتعاقبون بالليل والنهار، ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر، فيسألهم وهو أعلم بهم كيف تركتم عبادي؟ فيقولون: أتيناهم وهم يصلون، وتركناهم وهم يصلون. ومنهم ملائكة فضل عن كتاب الناس يتبعون مجالس الذكر. وأعمال العباد تجمع جملة وتفصيلاً، فترفع أعمال الليل قبل أعمال النهار، وأعمال النهار قبل أعمال الليل، تعرض الأعمال على الله في كل يوم اثنين وخميس. فهذا كله مما جاءت به الأحاديث الصحيحة. وأما أنه كل يوم تبدل عليه الملكان فهذا لم يبلغنا فيه شيء والله أعلم. انتهى كلام ابن تيمية رحمه الله.
الثالث: قال حافظ حكمي -رحمه الله- في معارج القبول: "1-ومنهم الموكل بحفظ العبد في حله وارتحاله، وفي نومه ويقظته، وفي كل حالاته وهم المعقبات، قال الله تعالى: "سواء منكم من أسر القول ومن جهر به ومن هو مستخف بالليل وسارب بالنهار له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" [الرعد: 10-11] ، وقال تعالى: "وهو القاهر فوق عباده ويرسل عليكم حفظة" [الأنعام: 18] ، وقال تعالى: "قل من يكلؤكم بالليل والنهار من الرحمن" [الأنبياء: 42] . قال ابن كثير: أي: بَدَلَ الرحمن؛ يمتنُّ -سبحانه وتعالى- بنعمته على عبيده، وحفظه لهم بالليل والنهار، وكلاءتِه وحراستِه لهم بعينه التي لا تنام. أهـ.