(وحرم بعض المحققين القياس على جميع أهل الله؛ لكون رسول الله مشهوداً لهم، فإذا شكوا في صحة حديث أو حكم رجعوا إليه في ذلك فأخبرهم بالأمر الحق يقظة ومشافهة، وصاحب هذا المشهد لا يحتاج إلى تقليد أحد من الأئمة غير رسول الله صلى الله عليه وسلم) انظر هامش مشارق الأنوار لمحمد الصبان (ص:137) .
وأخيراً: فزعم الأولياء أنهم يلتقون بالرسول -صلى الله عليه وسلم- ويتلقون منه علوماً، ويصححون عليه أحاديث ولهم سلسلة مباشرة إليه، هو مجرد ادعاء فقط لا أساس له من الصحة، وهذه الدعاية التي يروج لها المتصوفة يقصدون من ورائها هدم الشريعة الإسلامية، حيث إن دعوى التلقي عن رسول الله وتصحيح الأحاديث عليه قاعدة خطيرة جداً، لو سلمت بها لكفت لتدمير الأمة الإسلامية في العقيدة والعبادة والسلوك؛ وذلك لأنه أصبح سلساً جداً أن يأتي أي صوفي بحديث من عند نفسه، ويدعي أنه صححه على الرسول صلى الله عليه وسلم، ولكن -والحمد لله-لم يعتنق هذه العقائد الباطلة إلا من انخرط تحت لواء الطرق الصوفية الذين زعموا أنهم يتلقون العلوم عن الله مباشرة، وادعوا بأن الكتب التي ألفوها إنما هي من الإلقاء الرباني عليهم، وليست تأليفاً من عند أنفسهم.. نعوذ بالله من الضلال والخذلان، اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه..
وأنصحك أخي المحب الفاضل أن تراجع كلام الشيخ سلمان العودة في كيفية دعوة أولئك القوم بعنوان (دعوة المتصوفة) ، ففيه نفائس ودرر لمن وفقه الله لسلوك الهدى، وبالله التوفيق.