المجيب د. محمد بن سليمان المنيعي
عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى
التصنيف الفهرسة/الجديد
التاريخ 26/04/1425هـ
السؤال
هل يبقى جسد الشهيد كما هو في قبره، فلا يتحلل ولا يبلى؟
وإن كان جسده يتحلل فماذا عن قصة إعادة دفن شهداء أحد؟ إذ يقول دافن سيد الشهداء -حمزة بن عبد المطلب-رضي الله عنه- إنه كما هو حين دفنه لم يتغير، وكان دمه يسيل، مع العلم أن بين إعادة دفن شهداء أحد -إثر السيل- وبين استشهادهم سنوات.
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الوارد من حديث أوس - رضي الله عنه- قول النبي -صلى الله عليه وسلم-:"إن الله عز وجل قد حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء". رواه النسائي (1374) ، وأبو داود (1047) ، وابن ماجة (1636) ، وذكر ابن عبد البر أنه قد روي في أجساد الأنبياء والشهداء أن الأرضة لا تأكلها، وساق رواية بسندها أنه لما أراد معاوية - رضي الله عنه- أن يجري العين التي في أسفل أحد أمر منادياً فنادى أنه من كان له ميت فليأته فليخرجه وليحمله، قال جابر - رضي الله عنه-:"فذهبنا فأخرجناهم رطباً ينثنون"، وقال -أيضا-:"فأصابت المسحاة إصبع رجل منهم فتقطر الدم" انظر ما رواه مالك في الموطأ (1023) ، وانظر التمهيد لابن عبد البر (18/174) ، وذكر الزرقاني أن ذلك وقع بعد ست وأربعين سنة من دفنهم، ونقل الزرقاني عن بعضهم أنه ألحق بهم الشهداء والصديقين والعلماء العاملين والمؤذنين المحتسبين وحاملي القرآن العاملين به والمرابطين والميت بالطاعون صابراً محتسباً، والمكثر من ذكر الله والمتحابين في الله، قلت وليس ثمة دليل على ذلك؛ وإنما الدليل الثابت في أجساد الأنبياء وأما غيرهم فالأصل بلاءها، والله أعلم.