المجيب د. أحمد بن عبد الرحمن القاضي
عضو البحث العلمي بجامعة القصيم
التصنيف الفهرسة/الجديد
التاريخ 29/3/1425هـ
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أولاً: أسكن بجانب مسجد فيه قبر -وهو قريب جداً- من منزلي لدرجة أني أسمع الأذان كأنه في غرفتي، ولكن مما قرأت في كتاب فتح المجيد في شرح كتاب التوحيد وغيره في فتاوى شيخ الإسلام أنه لا تجوز الصلاة فيه، وأقرب مسجد لي بعده بعيد بحيث أحتاج لسيارة للذهاب إليه، وأنا لا أستطيع أن أصلي صلاة الجماعة فيه، وبنفس الوقت أكاد أتقطع أني أسمع الأذان ولا ألبي النداء.
ثانياً: ما حكم الصلاة في الجامع الأموي؟ علماً أن هناك قبراً كبيراً داخل المصلى يقال إنه للنبي يحيى- عليه الصلاة والسلام-، وأظن أن ذلك غير صحيح، علماً أن الناس تتحلق حول القبر وتستقبله أثناء الدعاء، ولا أحد يتحرك من الشيوخ والمحدثين الموجودين فيه بعد صلاة الفجر.
ثالثاً: إذا كان الأمر كما ذكرت لك فكيف كان شيخ الإسلام يحدث الناس في ذلك الجامع؟ وهل ظهرت تلك البدع بعد وفاته رحمه الله؟ أفتونا أثابكم الله، والسلام عليكم.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
أولاً: لا تجوز الصلاة في مسجد فيه قبر، سواء كان المسجد سابقاً للقبر أو كان المسجد بني على القبر؛ لعموم الأحاديث الدالة على تحريم بناء المساجد على القبور، والتغليظ في ذلك، وسداً لذرائع الشرك، فإن كان المسجد الثاني بعيداً فصل جماعة بمن حضرك من إخوانك المسلمين في بيتك أو في فضاء قريب، وليكن منكم سعي في إقناع جماعة المسجد بإخراج القبور إلى المقابر العامة، أو عزله عن المسجد عزلاً تاماً.
ثانياً: الصلاة في الجامع الأموي بدمشق مشروعة كسائر مساجد المسلمين، وليس له خصوصية شرعية، سوى أنه مسجد عتيق اتخذه صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم- مسجداً، وأما مقام يحيى - عليه السلام- فلم يثبت أنه موضع قبره، وإنما حكي أنه وُجد رأسه فيه، ولم يكن في زمن الصحابة - رضي الله عنهم- والتابعين مقام مبين، وإنما حدث في عصور متأخرة، وليس بقبر، وأما تحلق الناس حوله فبدعة منكرة، ودعاؤه من دون الله شرك أكبر مخرج عن ملة الإسلام، يتعين على أهل العلم إنكاره والتحذير منه. والله المستعان.