إمامة الرسول صلى الله عليه وسلم بالأنبياء

المجيب د. جمال المراكبي

رئيس جماعة أنصار السنة المحمدية بالقاهرة

التصنيف الفهرسة/الجديد

التاريخ 21/04/1425هـ

السؤال

كيف صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بالأنبياء - عليهم الصلاة والسلام- في بيت المقدس ولم تكن الصلاة فرضت بعد، فقد فرضت في المعراج؟ ثم لماذا صلى بهم وهو سوف يقابلهم بعد قليل في السماوات ويسلم عليهم؟ ثم لماذا كان يسأل جبريل- عليه السلام- عن كل نبي في كل سماء، وهو قد رآهم فعلا من قبله وعرفهم؟.

الجواب

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

صلاة النبي صلى الله علية وسلم بالنبيين إماما ليلة الإسراء والمعراج ثبتت في صحيح مسلم عن أبي هريرة - رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "وقد رأيتني في جماعة من الأنبياء فإذا موسى قائم يصلي. (الحديث) ، وفيه "فحانت الصلاة فأممتهم" مسلم

(259) (263) (264) ، وما بعده. وزاد المعاد بالهامش (ج3 ص31) .

أما كيف صلى ولم تكن الصلاة فرضت بعد؟

فنقول: إن الصلاة كانت مشروعة ومعروفة قبل رحلة الإسراء والمعراج، والأدلة على ذلك كثيرة في السنة والسيرة، ولكن ما حدث ليلة الإسراء والمعراج هو جعل الصلاة فريضة، فرضت خمسين صلاة، ثم خففت حتى صارت خمسا في العدد، خمسين في الأجر.

أما قول السائل لماذا صلى بهم وهو سوف يقابلهم؟

فهذا أمر لا يقال فيه لماذا؛ لأن الله جعله تشريفا لنبيه صلى الله علية وسلم.

ولماذا كان يسأل جبريل عنهم في كل سماء إذا كان قد رآهم من قبل؟.

فمعلوم أن أعداد الأنبياء والمرسلين كبير جداً، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فإن العلماء أهل العلم اختلفوا في هذه المسألة؛ فابن حجر في الفتح قال: (صلاة النبي- صلى الله عليه وسلم- بالأنبياء - عليهم الصلاة والسلام- كانت قبل العروج.

أما ابن كثير في تفسيره لسورة الإسراء فيرى أن الصحيح أنه صلى بهم في بيت المقدس بعد عروجه.

وخلاصة القول أن هذا من عالم الغيب الذي لا يقال فيه لم، ولا يقال كيف، ولكن نصدق النبي صلى الله عليه وسلم فيما قاله ونقله عنه الثقات الأثبات بالأسانيد الصحاح. والله أعلم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015