المجيب سامي بن عبد العزيز الماجد
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
التصنيف الفهرسة/الجديد
التاريخ 08/02/1427هـ
السؤال
ضربت لزملائي مثالاً في التوبة، وكيف أن الله يعظم أجرها، وضربت لهم المثل بالغامدية التي رُجِمت في عهد الرسول -صلى الله عليه وسلم-، فما كان من زميل كان يجلس معنا إلا أن قال -والعياذ بالله- معلقًا: (وكانت هذه الغامدية أول قحبة في الإسلام) !
يعلم الله أني تفاجأت من جرأته، فحذرته من الاستهزاء وعقوبته، ولكنه حاول تكرارها مرة أخرى، فما كان مني إلا أن اعتزلت المجلس.
سؤالي: ما هي الخطوة التي تجب علي الآن؟ هل أمتنع عن كلامه أم ماذا؟ أفيدونا أفادكم الله.
الجواب
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فلا شك أن ما قاله عن تلك الصحابية الجليلة -رضي الله عنها- كلام في غاية الوقاحة وسوء الأدب وفيه بهتان عظيم، ووصف لها بما لا يليق، ويدخل في لمز الصحابة -رضي الله عنهم- وسبهم الذي نهى عنه النبي -صلى الله عليه وسلم-، كما في صحيح مسلم (2540) ، وغيره. ولا يضيرها أنها زنت ما دامت قد تابت توبة صادقة، زكاها بها النبي -صلى الله عليه وسلم-، وإنما العبرة بالخواتيم، وربما عاقب الله هذا القائل وفتنه بما لمزها به، وكان الأَوْلى أن تنهروه وتزجروه على كلمته الخبيثة، ولا يعذر فيها بالجهل، وكان المفترض -إنْ لم يعقبها باستغفار وندم يظهر فيه الصدق- أن ترفعوا أمره للمحكمة ليعزِّره القاضي حُكمًا بشهادتكم عليه، حتى يكون عبرة لغيره.
وأخشى أن يكون عند هذا الرجل طوام أعظم من هذه، فإن كان كذلك فابدأ معه بالأصول لتقريرها والرد إليها، مع تبيين أن إسلام المرء لا يصح إلا مع الإقرار والتسليم بها، والإيمان بها إيماناً لا يخالطه شك ولا تزعزعه شبهة، فإن أجدى نصحك وتذكيرك، وإلا فاعتزله واهجر مجلسه، امتثالاً لقوله تعالى: "وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره ... " [الأنعام: 68] . وفقك الله وزادك غيرة على دينه وأهله، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.