حكم التداوي

المجيب أ. د. حسين بن خلف الجبوري

عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى

التصنيف الفهرسة/الطب والصحة

التاريخ 2/2/1423

السؤال

ما حكم ترك التداوي من الأمراض بالدواء والذهاب إلى الأطباء؟ وما صحة حديث المرأة التي كانت تصرع فطلبت من الرسول -صلى الله عليه وسلم- الدعاء فقال لها: اصبري ولك الجنة؟ فهل في ترك التداوي بالدعاء والرقية فضل مثل دعاء أيوب -عليه السلام-؟

الجواب

لقد أباح الرسول -صلى الله عليه وسلم- التداوي من الأمراض، إذ جاء عن أسامة بن شريك قال: "جاء أعرابي فقال يا رسول الله أنتداوى؟ قال: نعم، فإن الله لم ينزل داء إلا أنزل له شفاء علمه من علمه وجهله من جهله" رواه أحمد (18456) وفي لفظ" قالت الأعراب: يا رسول الله ألا نتداوى؟ قال: نعم يا عباد الله تداووا فإن الله لم يضع داء إلا وضع له شفاء أو قال دواء إلا داء واحداً، قالوا يا رسول الله: وما هو؟ قال: الهرم"، رواه ابن ماجه (3436) وأبو داود (3855) والترمذي (2038) واللفظ له وصححه.

وهناك أحاديث كثيرة في هذا المعنى، فالتداوي من الأمراض من الأمور المباحة، بل قد يكون واجباً على المسلم في كثير من الحالات، إذ المرض يضعف الجسم ويستنفذ القوة بينما المطلوب من المسلم أن يكون قوياً ليتمكن من أداء العبادات وغيرها من الواجبات الأخرى.

أما حديث المرأة التي كانت تصرع فهو حديث صحيح رواه البخاري (5652) ومسلم (2576) وغيرهما من أصحاب السنن، أما ترك التداوي واللجوء إلى الدعاء والرقية وعلى أن ذلك أفضل فأقول: الفضل هذا أمر نسبي يختلف من شخص إلى آخر ومن مرض إلى آخر، ولكني أقول: التداوي مطلوب شرعاً في كثير من الأمراض، ومن أراد أن يصبر وهو قادر على ذلك فهذا جائز وله أجر الصبر والتحمل، ومن أراد اللجوء إلى الدعاء بدلاً من التداوي فله ذلك بشرطين:

الأول: صدق القصد عند المريض.

الثاني: من جهة المداوي وهو توجه قلبه إلى الله، والتوكل عليه حق التوكل.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015