المجيب د. عبد الله بن عمر الدميجي
عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى
التصنيف الفهرسة/الطب والصحة
التاريخ 15/12/1422
السؤال
أود السؤال عن موضوع لم يحير عائلة، بل عائلات الحي، وهو عن الطب الروحي. تعرفنا على رجل قد درس الدكتوراه في الشريعة، ويقول: إنه يعالج الأرواح ويطردها، وذلك بذكر الله - عز وجل -، واستخدام البخور، وغذاء ملكات النحل. أنا لا أشك فيه، ولكن لست مقتنعة بهذه الأحاديث.
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه، وبعد: فقد أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بالتداوي بالمباح والمشروع، فقال: " إن الله أنزل الداء والدواء وجعل لكل داء دواء فتداووا ولا تداووا بحرام " رواه أبو داود (3874) من حديث أبي الدرداء-رضي الله عنه-، وأكد النهي عن التداوي بغير المباح، وأنه لا شفاء فيه بقوله - صلى الله عليه وسلم -: " إن الله لم يجعل شفاءكم فيما حرم عليكم " رواه البخاري تعليقاً كتاب الأشربة، باب: شراب الحلواء والعسل، ورواه الحاكم (8310) انظر الفتح (1/339) و (10/78) ، ويشمل ذلك التداوي من الأمراض النفسية والجسدية، والأدوية على نوعين: أدوية شرعية: وهي ما ورد التداوي بها في كتاب الله - عز وجل- أو في سنة نبيه - صلى الله عليه وسلم -، ومنها: الرقى الشرعية بالقرآن الكريم، أو بما صح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - الرقية به، ومنها: بعض الأدوية كالعسل والحبة السوداء والكمأة ونحوها، ومنها: الحمية، والحجامة، وغيرها.
والنوع الآخر: الأدوية الطبيعية، وهي ما ثبت بعلم الطب والتجارب نفعه -بإذن الله-، ومنها: الأدوية الكيميائية والأعشاب ونحوها.
وكثير من الدجاجلة والمشعوذين يظهرون الصلاح، وقد يذكرون الله - تعالى -، ويقرؤون بعض الآيات، ويزعمون أنهم يعالجون بالرقية الشرعية، وهم في الحقيقة يستعينون بالجن والشياطين، لذلك يجب الحذر الشديد من الذهاب إلى هؤلاء والتداوي عندهم، وألا يتداوى الإنسان إلا عند من عرفت حقيقته بسلامة المعتقد والبعد عن مواطن الريبة.
وما ذكرته السائلة عن هذا المعالج لا يكفي في الجزم ببيان حاله، ولا يكفي في سلامة علاجه أنه يحمل شهادة الدكتوراه في الشريعة، أما العلاج بذكر الله فلا شك أن القرآن شفاء للناس، لكن ليس كل ذكر يعد علاجاً، بل بعضها أذكار بدعية لا يجوز الذكر بها فضلاً عن التداوي بها، وما ذكرته من أنه يعالج بغذاء ملكات النحل، فهذا مما يتداوى به خاصة من الأمراض العضوية (الجسدية) .
أما استخدام البخور فهذا لا نعلمه علاجاً شرعياً ولا طبيعياً -والله أعلم-، بل هو معروف عن الدجاجلة والمشعوذين الذي يزعمون أنهم يستحضرون الأرواح، ويستعينون بالجن في ذلك.
والذي أنصح به الأخت السائلة أن تبتعد عن هذا المعالج، وعليها أن توصي هذه المريضة بأن ترقي نفسها بالقرآن الكريم، وأن تلتزم الأوراد الشرعية، ولا بأس إن وجد أحد العلماء القراء المعروفين بالصلاح وسلامة العقيدة (وليس بالشهادة!) أن يقرأ عليها ويرقيها الرقية الشرعية. أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيها وسائر مرضى المسلمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.