(4) أما كونه من الساعات التي ترجى فيها الإجابة فهذا قد ورد أن في الجمعة ساعة لا يوافقها عبد قائم يصلي يسأل الله خيراً إلا أعطاه إياه، وأشار النبي -صلى الله عليه وسلم- بيده يقللها، رواه البخاري (5295) ، ومسلم (852) من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- وورد في وقتها أقوال كثيرة، ولكن أرجح الأقوال، قولان: أحدهما: أنها من جلوس الإمام إلى انقضاء الصلاة، واستدل العلماء لهذا بما ورد في مسلم (853) من حديث أبي بردة بن أبي موسى -رضي الله عنه- أن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما-، قال: أسمعت أباك يحدث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في شأن ساعة الجمعة؟ قال: نعم سمعته يقول: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول:"هي ما بين أن يجلس الإمام إلى أن تقضى الصلاة". القول الثاني: أنها بعد العصر، وهذا هو الأرجح عند جماهير العلماء، وحجة هذا القول ما رواه أحمد في مسنده (7631) من حديث أبي سعيد وأبي هريرة -رضي الله تعالى عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:"إن في الجمعة ساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله -عز وجل- فيها خيراً إلا أعطاه إياه وهي بعد العصر"، وروى أبو داود (1048) ، والنسائي (1389) عن جابر -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال:"يوم الجمعة اثنتا عشرة ساعة لا يوجد فيها عبد مسلم يسأل الله شيئاً إلا أتاه إياه فالتمسوها آخر ساعة بعد العصر" فالأرجح من هذه الأقوال هو أن ساعة الإجابة هي بعد العصر أو هي آخر ساعة بعد العصر، وعلى كل فالإنسان إذا كان يستمع إلى الخطبة وهو في انتظار الصلاة فلا يجوز له أن يشتغل بغير الخطبة، لا دعاء ولا حركة ولا غيرها؛ لأن الإنصات لخطبة الجمعة واجب، ومن لغا في جمعته في غير الإنصات فلا جمعة له، والنبي -صلى الله عليه وسلم-قال:"إذا قلت لصاحبك والإمام يخطب أنصت فقد لغوت" رواه البخاري (934) ، ومسلم (851) من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-، فيجب على المسلم أن يكون حال خطبة الخطيب مستمعاً ومنصتاً ولا يشتغل بدعاء ولا غيره.