المجيب د. خالد بن عبد الله القاسم
عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود
التصنيف الفهرسة/ وسائل الإعلام والترفيه والألعاب والتصوير والتمثيل /التصوير والتمثيل
التاريخ 15/9/1424هـ
السؤال
فضيلة الشيخ: انتشرت المواقع والمنتديات على الشبكة العنكبوتية (الإنترنت) ، وفي كل من هذه المنتديات نجد قسماً للمواضيع الإسلامية وجزى الله القائمين عليها خيراً.. ولكن نجد كثيراً من المواضيع والنصائح التي تطرح تكون مقرونة بصور ذوات الأرواح، فهناك من يضع صورته الشخصية وهناك من يضع صورة لفنانة أو مغنية أو مذيعة، والبعض يختم رسالته الدعوية بتوقيع لسافرة متبرجة ذات جمال.. وعندما أنكرنا عليهم وطالبناهم بحذف الصور، وقمت بتوضيح ما جاء في تحريم ذلك نعتوني بأني نظرت إلى القشور ولم أهتم باللب، ولست أعرف أن في شريعتنا قشوراً ولباً، والبعض قال إنها حرية شخصية، مع العلم أنه صار لزاماً علينا إن أردنا قراءة تلكم المواضيع النظر إلى تلك الصور مرغمين..، ودائما ما نكون ملزمين بالقراءة، وذلك لأن هناك من يقوم بالنسخ واللصق لأي موضوع دون التأكد من صحة الأحاديث فيه، أو نقل البدع المحرمة، فيساعد على نشرها دون علم، فهل من توضيح لفضيلتكم - حفظكم الله - على تلك الصور التي تقرن بمواضيع يكتب فيها قول الله تعالى، وأحاديث نبيينا صلى الله عليه وسلم.. وهل يعدّ ذلك من الاستهزاء بدين الله ممن يقوم بهذا العمل؟ لا سيما وإنا ذكرناهم بقول الله تعالى "أتأمرون الناس بالبرّ وتنسون أنفسكم"، وما هو حكم ذلك، سواء على القائمين على مثل هذه الأقسام أو المواقع؟.
الجواب
نقول وبالله التوفيق، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبعد:
نشكر غيرتك الإسلامية وحرصك على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، نسأل الله لك العون والتوفيق.
أولاً: القشور ترمى، وليس في عقائد وشرائع الإسلام قشور، نعم فيه مهم وأهم، وسنن وواجبات، وليس أموره بدرجة واحدة في الأهمية، بل هي متفاوتة.
ثانياً: موضوع الصور الفوتوغرافية فيه خلاف مشهور بين أهل العلم، وهو موضوع اجتهادي، والنظر في الصور ليس بحرام بإطلاقه.
وأما نشر صور السافرات فلا يجوز، والنظر لهن محرم مهما كان حكم التصوير، ولا يبرر هذا العمل أي مصلحة دعوية، بل هو من العبث المحرم.
ثالثاً: على المؤمن غض البصر قدر المستطاع، وله النظرة الأولى التي لا يقصدها، ولا له تعمد النظر، وإذا كانت قراءته لتلك المواضيع ستجبره إلى النظر إلى الصور المحرمة التي تؤثر عليه فعليه تركها، والاستعاضة عنها بغيرها.
رابعاً: لا نستطيع الحكم أن ذلك من نوع الاستهزاء، والمهم مواصلة النصيحة برفق ولين، والله الهادي إلى سواء السبيل.