المجيب د. خالد بن عبد الله القاسم
عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود
التصنيف الفهرسة/ وسائل الإعلام والترفيه والألعاب والتصوير والتمثيل /الترفيه والألعاب
التاريخ 27/07/1425هـ
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم.
من المعلوم أن اللغة العربية والتكلُّم بها من شعار الدين، وينتشر في بلادنا الكثير من شعراء العامية يتناول شعرهم أغراضاً مختلفة، وتجد لأشعارهم قبولاً كبيراً في أوساط الناس، ترى ما هو الموقف الشرعي الذي يجب اتخاذه من هذه الظاهرة؟ بمعنى هل يجوز للمسلم أن يشجِّع مثل هذا اللون من الشعر العامي، أو يسعى لنشره بين الناس، أو يقول هو الشعر العامي بغرض استخدامه وسيلة دعوية لمخاطبة الناس بلهجتهم، أم لا يجوز بحجة أن في ذلك إضعافاً لمكانة اللغة العربية، وحداً من تعزيزها في ألسنة الناس حتى يتكلموا بها؟.. أفتونا مأجورين.
تقام في الأوساط النسائية لدينا فعاليات دعوية كالحفلات واللقاءات العامة، وتخلل برامج تلك الفعاليات قراءة القرآن الكريم والأنشودة المعبرة، والمشهد المسرحي، والمسابقة والكلمة التوجيهية، مع العلم أن كل هذا يتم بواسطة استخدام مكبر الصوت (الميكرفون) وحينها تسمع أصوات النساء إلى مسافة بعيدة، ويحتج من يقوم على هذه الفعاليات على عمله بأن عدد النساء كبير، ولا بد من استخدام مكبر الصوت؟ ما هو قول الشارع فيما سبق ذكره؟ نرجو الإجابة بالتفصيل مع إيراد الأدلة الشرعية وجزاكم الله خيراً.
الجواب
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
نشكر السائل على ما تفضل به من أسئلة دالة على غيرته على دينه ولغته، وقد أجاب بنفسه حيث إن الواجب تشجيع اللغة العربية وهي لغة القرآن الكريم "إنا أنزلناه قرآناً عربياً" [يونس: 2] وبدونها لا يفهم الوحي المنزل، ولا كلام المصطفى -صلى الله عليه وسلم- بل ولا التراث العربي الإسلامي من أقوال الصحابة الكرام والعلماء الأجلاء.
ويسعى المستشرقون والأعداء لإحياء اللهجات المحلية، وإضعاف اللغة العربية في مسعى لإضعاف مصادر الدين الإسلامي وتفريق المسلمين.
والشعر العامي إنما يستخدم في أضيق الحدود وداخل بيئاته، لاسيما إذا كان يحقق وسائل دعوية من نشر الفضيلة ومكارم الأخلاق.
وما يتعلق بحفلات النساء فالمرجع في ذلك تحقيق المصلحة التي جاء بها الإسلام "يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر" [الأعراف: 157] ، فإذا كان في تلك الحفلات خير وهداية وغلب عليها المعروف - كما أشار السائل- فلا بأس باستخدام مكبرات الصوت لإيصال الصوت دون تجاوز ذلك إلى إيذاء الناس بالمكبرات، يقول تعالى: "والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثما مبيناً" [الأحزاب: 58] ، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا ضرر ولا ضرار" رواه ابن ماجة (2341) ، وأحمد (2719) من حديث ابن عباس -رضي الله عنهما-، ودون فتنة الرجال بأصوات النساء، وقد أمر الله المؤمنات بالحياء وعدم الخضوع بالقول إذا سمعهن الرجال "فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض" [الأحزاب: 32] ؛ كل ذلك حفظاً لطهارة القلوب ودرءاً للمفاسد.
نسأل الله -تعالى- لإخواننا كل خير، وأن يوفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.