المجيب هاني بن عبد الله الجبير
قاضي بمحكمة مكة المكرمة
التصنيف الفهرسة/ وسائل الإعلام والترفيه والألعاب والتصوير والتمثيل /الترفيه والألعاب
التاريخ 25/1/1425هـ
السؤال
السلام عليكم.
جاء مدير جديد لمدرسة خاصة بالمسلمين هنا في كندا، وقد أعلن عن عزمه تقديم النشيد الكندي الوطني، وهو شيء غير موجود حتى في المدارس الحكومية الكندية، وقد اعترض بعض الآباء على ذلك مستغربين أن يكون ذلك في مدرسة إسلامية فقط، وقد تحدى هذا المدير المسلمين بأن يقدموا دليلاً على تحريم إنشاد النشيد الوطني في المدرسة الإسلامية. أرجو بيان حكم هذا الفعل. وجزاكم الله خيراً.
الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. وبعد:
فإذا كان النشيد الوطني المذكور لا ترافقه آلات موسيقية، ولم يتضمن معنى محرماً، وأنشده الكنديون، فإنه لا يظهر لي وجه لتحريمه، وذلك لأنه شعار للبلد، ومحبة البلد والعناية بشعارها ليس محرماً، وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم- عن مكة: "إنك لأحب بلاد الله إلى الله ولولا أن قومك أخرجوني منك ما خرجت" الترمذي (3926) ، وأحمد (18242) وصححه الألباني، وهذا بشرط ألا يحمل على عصبية أو غلو.
كما أن التشبه بالكفار الذي قد يكون في تقديم هذا النشيد لا يظهر لي أنه مقتض للتحريم، إذ إن المقيم ببلاد الكفار لا يؤمر بمخالفة المشركين، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "لو أن المسلم بدار الحرب أو دار كفر غير حرب لم يكن مأموراً بالمخالفة لهم في الهدي الظاهر" اقتضاء الصراط المستقيم (176) .
ولم يكن النبي - صلى الله عليه وسلم- في أول الأمر يخالف الكفار؛ بل لم يشرع ذلك إلا بعد ظهور الدين وعلوه. وبعدما سبق فإني أنبه إلى أن هذا النشيد وإن لم يظهر لي أنه محرم فإني لا أحب ما فعله المدير المذكور، وذلك أن فعله يدل على المهانة والاستضعاف المخالفين للحال المطلوبة من المسلم من الاعتزاز بالدين، إلا إذا كان الحامل له خوفه من حصول ضرر بالمدرسة. وفق الله الجميع لهداه. وصلى الله على محمد وآله.