قال العلامة حمود التويجري - رحمه الله -: وقد حكى غير واحد من العلماء الإجماع على تحريم الغناء والمنع من استماعه واستماع آلات اللهو كلها، وبعضهم أطلق الكراهة، والمراد بها كراهة التحريم، وأبلغ من ذلك ما نقله صاحب الفروع عن القاضي عياض أنه ذكر الإجماع على كفر مستحله يعني الغناء، كما ذكر الإجماع على كفر من قال بأن القرآن مخلوق، وقال الشيخ محمد بن يوسف الكافي التونسي في كتابه (المسألة الكافية) : المسألة الثامنة والخمسون: حرمة الغناء، وأخذ الأجرة عليه معلومة في دين الإسلام، فمن استباح ذلك يكفر لاستباحته ما حرم شرعاً. ا. هـ. من فصل الخطاب، ومنه استقيت جل نقولات هذا الجواب.

وأما قول السائل: الموسيقى أنواع، وهناك آلات متنوعة، فقوله حق، ولكنها كلها محرمة، وقد تقدم ذكر كلام الأئمة في شأن آلات اللهو والغناء، وأنها محرمة كلها مع كونها آلات بدائية لا تداني ولا تقارب ما أحدثت في هذا الزمن من الآلات والأبواق والمزامير التي لا يشك من له أدنى مسكة عقل - فضلاً عن خلق ودين - أنها وسائل إفساد وفتنة وأسباب ضلال وسفه ومجون.

وأما سؤاله عن الكلام المصاحب للموسيقى، وأن البعض يصنفه إلى كلام مؤثر وغير مؤثر، فالجواب: أن الغناء والطرب كله حرام، فالتأثير أمر نسبي يختلف من شخص لآخر، فعبث هؤلاء المسمين بالمغنين والمغنيات وتفانيهم في الصد عن سبيل الله، واستماتتهم في كسب الجماهير والمعجبين - خصوصاً - في هذه الأزمة المتأخرة لا يمكن أن يبقى معها قلب بلا تأثر.

فالحذر الحذر من مصائد الشيطان ومكائده، ووسوسة النفس وعنادها فهيهات أن يجتمع في قلب امرئ حب القرآن، وحب صوت الشيطان وألحانه ومزاميره ... ، وبنحو ما ذكرت قال ابن القيم الإمام العلم البصير بأمراض القلوب وأسباب علاجها:" فإنه ما اجتمع في قلب عبد قط محبة الغناء ومحبة القرآن إلا طردت إحداهما الأخرى، وقد شاهدنا نحن وغيرنا ثقل القرآن على أهل الغناء وسماعه، وتبرمهم به، وصياحهم بالقارئ إذا طول عليهم، وعدم انتفاع قلوبهم بما يقرأه فلا تتحرك ولا تطرب، ولا تهيج منها بواعث الطلب. ا. هـ، من (مدارج السالكين) .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015