المجيب د. رياض بن محمد المسيميري
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
التصنيف الفهرسة/ وسائل الإعلام والترفيه والألعاب والتصوير والتمثيل /الترفيه والألعاب
التاريخ 16/9/1424هـ
السؤال
لماذا حُرم الموسيقى والغناء؟
وهل هناك أدلة مقنعة؟ الموسيقى أنواع وهناك آلات متنوعة، ومنها: موسيقى أيضاً بكلام، ومنها: البدون، والكلام قد يصنفه البعض إلى كلام مؤثر وغير مؤثر سؤالي، هو: ما حكم كل ما سبق بالتفصيل مع الأدلة إذا أمكن؟
الجواب
الحمد لله وبعد: فقبل الإجابة على هذا السؤال أود التذكير بمسألة مهمة تتلخص بكوننا معاشر المؤمنين ملزمين بالتسليم والانقياد لأمر الله ورسوله في كل شأن من شوؤننا، وفي كل صغيرة وكبيرة من شريعة ربنا - جل في علاه - معتقدين بيقين تام أنه ما من أمر يأمرنا به - سبحانه -، أو نهي ينهانا عنه إلا وهو وفق الحكمة التامة والمشيئة العادلة علمها من علمها، وجهلها من جهلها.
والمسلم الحق مأمور بالاستجابة والامتثال على الفور دون تردد أو مراجعة، فإن بانت له الحكمة وظهرت له أسرار التشريع فنور على نور يهدي الله لنوره من يشاء، وإن لم يتضح له الحكمة من وراء الأمر والنهي فلا مناص من الامتثال، ولا معدل عن التسلم والانقياد.
ولذا فإن الأَوْلى في حق المسلم أن يسأل عن الحكم أولاً، ثم لا بأس أن يسأل عن الحكمة ثانياً لا العكس، وسؤاله عن الحكمة ينبغي أن يكون في حدود الاستكثار من الفائدة لتحقيق مزيد من الامتثال، والاستجابة لأمر الشارع الحكيم، لا على وجه التعنت والجدل العقيم.
وبناءً على ما سبق كان الأجدر بالسائل أن يقول أولاً: ما حكم الموسيقى والغناء؟ لا لماذا تم تحريم الموسيقى والغناء؟ ثم يسأل ثانياً - إن بدا له - عن الحكمة في تحريمهما؟
أما الجواب فيتلخص فيما يلي:
فلسنا نشك في حرمة الموسيقى والغناء؛ لأدلة من الكتاب والسنة وآثار الصحابة - رضوان الله عليهم - وكلام المحققين من أهل العلم وللنظر الصحيح في هذه المسألة، فأما أدلة التحريم من الكتاب المبين، فمنها:
(1) قوله - تعالى -:" ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيله بغير علم ويتخذها هزواً أولئك لهم عذاب مهين " [لقمان: 6] . قال الواحدي وغيره: أكثر المفسرين على أن المراد بلهو الحديث: الغناء، وهو قول ابن عباس، وابن مسعود، وجابر بن عبد الله، ومجاهد، وعكرمة، والحسن البصري، وسعيد بن جبير، وقتادة، وإبراهيم النخعي، ومكحول، وعمرو بن شعيب، وعطاء، وغيرهم.
وكان ابن مسعود يقسم ثلاثاً أن " لهو الحديث " في الآية هو الغناء، رواه عنه ابن جرير الطبري بإسناد صحيح.
وقال القرطبي: " إن أولى ما قيل في هذا الباب: هو تفسير " لهو الحديث " بالغناء، وهو قول الصحابة والتابعين.
ومن الأدلة كذلك: قوله - تعالى -: " واستفزز من استطعت منهم بصوتك " [الإسراء: 64] ذكر ابن أبي حاتم بسنده عن ابن عباس في تفسير الآية، قال: " كل داع إلى معصية "، قال ابن القيم: " ومن المعلوم أن الغناء من أعظم الدواعي إلى المعصية، ولهذا فسر صوت الشيطان به ".