وما كان فيها من نتائج سيئة من إثارة الشهوات والفساد والصد عن ذكر الله وعن الصلاة فإن ذلك منهي عنه.
وهذا يظهر من عموم النصوص الشرعية، فإن الدين يأمر بما فيه خير وصلاح وينهى عما فيه شر وفساد، كما في قوله تعالى: (قُلْ إِنَّ اللهَ لاَ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء) [الأعراف: 28] . وقوله تعالى: (قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُواْ وُجُوهَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ) [الأعراف: 29] . وقوله تعالى: (وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ) [المائدة: 2] . وقوله سبحانه: (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللهَِ) [آل عمران: 110] .
وأن الواجب على أهل الخير من عمل في تلك الوسائل أن تسخرها لخدمة الأمة وأن يجاهد في سبيل ذلك وألا يدعها لأهل الشر والفساد، فإن أولى ما تسخَّر فيه تلك الوسائل الدعوة إلى الله ونشر الفضيلة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أو على الأقل ألا تؤدي إلى الهدم واستباحة الفضيلة.
وفقنا الله وإياك لكل خير. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.