المجيب عبد الرحمن بن ناصر البراك
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
التصنيف الفهرسة/ الآداب والسلوك والتربية/ أدب الحديث/السب والفحش
التاريخ 29/8/1424هـ
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم.
انتشر بين بعض الناس قول (فلان فسقان) ؛ لأنه أسرف في بعض الأمور، فهل يكون معناها الفسق والعياذ بالله؟.
الجواب
الحمد لله، هذه كلمة عامية يطلقها بعض الناس على من ترفَّع عن بعض المطاعم والمشارب التي لا يشتهيها طلباً لما هو أفضل، وكأنها تساوي شبعان، ولا شك أن الوصف بالفسق لمن ترك ما لا يشتهيه لا عن تكبر من قبيح القول، فلا حرج على الإنسان أن يختار من الطعام والشراب وسائر المباحات ما يلائمه ويلذ له دون احتقار لنعم الله، والرديء مما يحتاجه الناس من المطاعم والمشارب والملابس لا يجوز تعمد التصدق به، كما قال تعالى: "وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ" [البقرة: من الآية267] . فإذا كان الأمر كذلك فلا يذم من رغبت نفسه عن لبس الرديء أو أكل الرديء، بل من وسع الله عليه وأنعم عليه بالرزق الوفير فينبغي أن يظهر أثر نعمة الله عليه إظهاراً لأثر نعمته سبحانه وتعالى كما جاء في الحديث: "إن الله يحب إذا أنعم على عبده نعمة أن يرى أثر نعمته عليه"، وعلى كل حال هذه كلمة عامية تتضمن الوصف بالفسق لمن لا يجوز وصفه به؛ لأن الوصف بالفسق إنما يستحقه من أظهر شيئاً من معاصي الله من كبائر الذنوب أو صغائرها مع الاستخفاف بها والإدمان لها، وأما إذا أريد بهذه الكلمة خلاف المعنى الشرعي وهو الفسق في الدين وهو الخروج عن طاعة الله، وإنما أريد التعبير عن أنه في نعمة وأنه شبعان فهذا اصطلاح عامي، ومع ذلك فينبغي تجنب هذه الكلمة لما فيها من الإيهام والذم لما لا يوجب ذماً ولا عقاباً، وقد قال سبحانه وتعالى: "بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْأِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ" [الحجرات: من الآية11] .