حديث (إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها)

المجيب عبد الله بن فهد السلوم

مدرس بثانوية الملك سعود

التصنيف الفهرسة/ السنة النبوية وعلومها/مسائل متفرقة

التاريخ 1/8/1424هـ

السؤال

سمعت حديثاً عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - معناه: يوم القيامة يأتي أناس بأعمال مثل جبل تهامة، يجعلها الله هباء منثوراً، أريد نص الحديث كاملاً وشرحاً له.

الجواب

إلى أخي الكريم: عبد الله حفظه الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: فهذا نص الحديث الذي تريده.

عن ثوبان -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "لأعلمن أقواماً من أمتي يأتون بحسنات أمثال جبال تهامة بيضاء فيجعلها الله هباء منثوراً أما إنهم إخوانكم ومن جلدتكم ويأخذون من الليل كما تأخذون ولكنهم قوم إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها" رواه ابن ماجة. وصححه الألباني - رحمه الله - في صحيح الجامع (5-3) .

ومعنى الحديث أنه يأتي أناس يوم القيامة من بني قومنا يتكلمون بلغتنا نعرفهم ويعرفوننا، ولكن الله يجعل أعمالهم هباء منثوراً تضيع عليهم ويخسرونها فلا تنفعهم أعمالهم فيكونون من أهل النار، لماذا؟ لأنهم قوم فجار ماكرون فهم أمام الناس من المصلين المحافظين، أما إذا غابوا عن الناس فجروا ومكروا فلم يرعوا الله وقارا، ولم يستحوا من ربهم في الوقوع في المحرمات وانتهاك الأعراض من السب والغيبة والنميمة، والظلم، والتعدي، على حقوق الآخرين، كما قال تعالى: "يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطاً" [النساء:108] ، وكما في حديث المفلس الذي يأتي بصلاة وصدقة وصيام ويأتي وقد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وضرب هذا، وسفك دم هذا، فيؤخذ لهذا من حسناته، وهذا من حسناته فإذا فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من سيئاتهم فطرحت عليه فطرح في النار" رواه مسلم، نعوذ بالله من الخسران.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015