المجيب عبد الحكيم بن عبد الله القاسم
عضو هيئة التدريس بكلية المعلمين
التصنيف الفهرسة/ فقه الأسرة/حقوق الوالدين والأقارب والأرحام
التاريخ 12/6/1424هـ
السؤال
إني لا أفهم هذه الآية "أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ ... "، لأنني أعلم أن إسماعيل عم يعقوب، اشرح لي هذا الأمر.
الجواب
الأب في اللغة يطلق حقيقة ومجازاً: فأما الحقيقي فيطلق على الوالد؛ لأنه يغذو ولده.
وأما المجازي: فيطلق على كل من كان سببا في إيجاد شيء، أو صلاحه أو ظهوره، كما في قوله تعالى:"النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم" [الأحزاب: 6] قرئ بزيادة: وهو أب لهم ومعناها صحيح، ويسمى العم مع الأب أبوان وكذلك الأم مع الأب، وكذلك الجد مع الأب، كما في الآية المسئول عنها، فإسماعيل لم يكن من آبائهم، وإنما كان عمهم حقيقة، وبعضهم يقول هنا: هذا الإطلاق على التغليب. وفي السنة قال النبي -صلى الله عليه وسلم- عن عمه العباس لعمر -رضي الله عنهما-:"أماشعرت أن عم الرجل صنو أبيه" رواه البخاري (1468) ، ومسلم (983) ، واللفظ له من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-، وقال:"الخالة بمنزلة الأم " متفق عليه عند البخاري (2699) ، ومسلم (1783) من حديث البراء بن عازب -رضي الله عنه-.ومن إطلاق الأب على الجد العالي قوله تعالى: " كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنْ الْجَنَّةِ " [الأعراف] ، وَهُمَا: آدَم وَحَوَّاءُ , ومن السنة: "ارْمُوا بَنِي إسْمَاعِيلَ فَإِنَّ أَبَاكُمْ كَانَ رَامِيًا " رواه البخاري (2899) من حديث سلمة بن الأكوع -رضي الله عنه-. وفي القرآن يأتي الأب ويراد به أربعة معاني -حكاها ابن الجوزي في الوجوه والنظائر ص 111-112 - وهي:
الأب الأصلي الأدنى: كما هو واضح في مثل قوله تعالى:"وورثه أبواه" [النساء: 11] ، وقوله تعالى: "وإذ قال إبراهيم لأبيه آزر" [الأنعام: 74] على الصحيح، "وأبونا شيخ كبير" [القصص: 23] . ويطلق ويراد به الأب الأعلى: كما في قوله
:"واتبعت ملة آبائي إبراهيم وإسحاق ويعقوب" [يوسف38] ، وقوله تعالى: "ملة أبيكم إبراهيم" [الحج 78] ، ويطلق ويراد به العم: كما في الآية المسئول عنها. ويطلق ويراد به الخالة، ومثاله قوله تعالى عن يوسف: "ورفع أبويه على العرش" [يوسف100] ا. هـ. قلت: -إن صح الخبر في الرابع - ولكن الظاهر أن الأبوين حقيقة أمه وأبوه، والله أعلم.