المجيب د. حسين بن محمد عبد المطلب
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
التصنيف الفهرسة/ فقه الأسرة/حقوق الوالدين والأقارب والأرحام
التاريخ 4/11/1424هـ
السؤال
حصل زوجي على ماء مقدس كهدية من أمه النصرانية، وهو ماء فيه بركة من أحد القساوسة.
ويقوم زوجي بنضح بعض الماء منه في البيت على فترات قبل أن يخرج، وعندما أخبرته أننا كمسلمين يجب ألا نعتقد بأي نفع لهذا الماء، أجابني بأننا والنصارى إخوة، ولن يضر شيء بمثل هذا النضح، وقال إن شيئاً مقروءاً عليه لا يمكن أن يحمل أي ضرر، أنا غير مقتنعة بما قال، وأظن أن هذا الماء بدعة نصرانية (حيث يباركون الماء ليجلب الحظ أو يوفر حماية لهم وما شابه ذلك) .
أرجو بيان رأيكم بهذا الماء، وكيف أواجه زوجي إذا نضح الماء في البيت لأي غرض مثل الحماية وغير ذلك؟.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم.
أختي السائلة -زادك الله يقيناً- عن الماء الذي أخذه زوجك من أمه باعتباره ماء مقدساً في زعم النصارى، فأقول لك وبالله التوفيق:
أولاً: حثَّ الإسلام على بر الوالدين وطاعتهما حتى ولو كانوا كفاراً، قال تعالى:" ... وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفاً" [لقمان:15] .
ويجوز أن يأخذ منها الهدية وأن يهاديها، كما فعلت أسماء بنت أبي بكر الصديق -رضي الله عنهما- مع أمها وهي كافرة، ما عدا ما يخالف شرعنا، أي من الأمور المحرمة كلحم الخنزير وغيره.
ثانياً: إن نصارى اليوم كفرة وليسوا بإخواننا كما يزعم زوجك؛ لأنهم أشركوا مع الله عيسى ابن مريم عليه السلام، حيث قالوا: إن عيسى هو الله أو ابن الله تجسد اللاهوت في الناسوت فصاروا شيئاً واحداً، وعليه فهم كفرة، كما قال الله عنهم " لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم ... " [المائدة:17] .
ثالثاً: إن هذا الماء ليس مقدساً، وإنما يفعله القساوسة ليتكسبوا من ورائه وهو من أسرار الكنيسة، وعليك أن تخبري زوجك بأننا كمسلمين لا يجوز لنا أن نفعل ذلك؛ لأن هذا من معتقدات النصارى، وأنه لا يجلب الحظ ولا يوفر الحماية، بل يجلب الشياطين ويطرد الملائكة، وهو كمسلم عليه أن يقرأ في بيته القرآن الكريم، فإنه يجلب البركة ويطرد الشياطين، هذا والله أعلم.