المجيب د. عبد العزيز بن فوزان الفوزان
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
التصنيف الفهرسة/ المعاملات/مسائل متفرقة
التاريخ 24/04/1425هـ
السؤال
لقد تحصلت أنا وزوجي على الإقامة الكندية، ويحق لمن عنده الإقامة أن يدرس حوالي ثلاث سنوات والدولة تعطيه راتباً شهرياً يكفيه للمعيشة، ولكن تشترط عليه الجهة المسؤولة على ذلك عدة أمور، ويتم التوقيع على ذلك للشخص الذي يريد الدراسة، وزوجي فعل ذلك، ومن هذه الشروط ألا يقوم بممارسة أي عمل يتحصل من خلاله على مال وإنما يتفرغ للدراسة، وزوجي عمل عدة شهور، فما حكم ذلك المال الذي تحصل عليه من عمله.
ثانياً: يشترط أيضا أن تكون الزوجة تعمل أو تدرس إذا لم يكن لها أطفال دون السنتين، وفي بداية دراسة زوجي كان عندي طفلة دون السنتين أما الآن فلا، فطلبوا مني أن أخرج للعمل أو الدراسة فلم أفعل، فقطعوا عن زوجي ثلث الراتب، وبعدها وجدنا والحمد لله مدرسة غير مختلطة بالرجال، فذهبت إليها فأعادوا لنا الراتب كما كان بعد أن تسلموا ورقة من المدرسة التي أنا فيها، وسؤالي هو أني لم أذهب إلى هذه المدرسة إلا أياما معدودة، وأخيراً قررت عدم الذهاب، وأنا لي الآن حوالي أربعة أو خمسة أسابيع لم أذهب، والراتب الذي يتحصل عليه زوجي ما زال كاملاً لم ينقص، فما حكم هذا المال الذي يعطونه لزوجي مقابل ذهابي إلى المدرسة وأنا لم أذهب منذ فترة طويلة.
الجواب
يجب الالتزام بهذه الشروط ما داموا قد التزموا بها ووقّعوا عليها، والله -عز وجل- يقول: "يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود" [المائدة:1] ، وقال -عز وجل- في وصف عباده المؤمنين: "والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون" [المؤمنون:8] ، وقال -عز وجل-: "وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسئولاً" [الإسراء:34] ، والنبي - عليه الصلاة والسلام- يقول: " المسلمون على شروطهم إلا شرطاً أحل حراماً أو حرم حلالاً" رواه الترمذي (1352) ، وابن ماجة (2353) من حديث عمرو بن عوف المزني -رضي الله عنه-، وما دام أنهم اشترطوا عليهم هذه الشروط وهي في الواقع مما يحقق المصلحة لهما وأيضاً يخدم المصلحة العامة فيجب عليهم الالتزام بهذا الشرط ولا يجوز لها مخالفته.
وأما المال الذي أخذه زوجها وهو يعمل عدّة شهور هو مال حلال -إن شاء الله-؛ لأنه أخذه مقابل عمل لكنه آثم على مخالفة الشرط، وهي الواجب عليها أن تكون صادقة معهم، فإذا سألوها هل ما زالت تدرس أو لا؟ فيجب أن تخبرهم بالواقع، ولا يجوز لها الكذب عليهم.
ولا شك أن كذبها عليهم لو حصل ذلك إمّا أن يشوه صورة الإسلام وأهله، لأنها -مع الأسف- إذا كذبت لا تكذب على نفسها فقط، بل هي تعطي صورة سيئة عن دينها فهي أنموذج له ومثال على الإسلام شاءت أم أبت، فإذا كذبت فقد يظن بأن هذا هو الذي يرخص به دينها أو يأمرها به، فيكون ذلك من أسباب الصد عن سبيل الله وتشويه صورة الإسلام والمسلمين فلا يجوز مثل ذلك.