المجيب د. محمد بن سليمان المنيعي
عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى
التصنيف الفهرسة/ السنة النبوية وعلومها/شروح حديثية
التاريخ 17/10/1423هـ
السؤال
السلام عليكم ورحمة وبركاته.
أرجو منكم تفسير هذا الحديث الذي رواه مسلم: "والذي نفسي بيده، لو لم تذنبوا، لذهب الله بكم، ولجاء بقوم يذنبون، فيستغفرون الله تعالى فيغفر لهم". وجزاكم الله خيراً.
الجواب
ليس هذا الحديث تسلية للمنهمكين في الذنوب كما يتوهمه بعض الناس، ولكنه لبيان عفو الله - تعالى - ليرغب المسيء في التوبة، والمعنى لو كنتم مجبولين على ما جبلت عليه الملائكة من عدم مقارفة الذنوب لجاء بقوم يذنبون فيستغفرون، وذلك أن من أسماء الله الغفار الحليم التواب العفو وهذا يقتضي غفران الذنوب والحلم عنها، وقبول التوبة من العاصي والعفو عنه، وهذا من حكمة الله تعالى، فإن الله خلق الإنسان وفيه شموخ وعلو وترفع وإعجاب بنفسه، فقدر له من الذنوب ما يوقظه به إذا انشغل عنه، إذ يوجب له الشعور بالذنب الاعتراف بالله وبعبوديته له، فينتكس رأسه بعد العجب ويميل إلى الندم والأسف ويسعى إلى حصول التوبة والاستغفار لتحصيل عفو الله، والله يحب العفو، وانظر إلى كلام نفيس لابن القيم في كتاب طريق الهجرتين في حكمة تقدير المعاصي على بني آدم.