المجيب د. عبد الله بن إبراهيم الناصر
عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود
المعاملات/ الربا والقرض/أحكام البنوك والتعامل معها
التاريخ 19/1/1424هـ
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
معي مبلغ من المال وقد أخبرني صديق لي بأن أضعه في بنك إسلامي من أجل الاستثمار الحلال، فقابلت مدير البنك وسألته عن نشاطهم الاستثماري، فقلت له: ماذا تشترون بهذه النقود؟ فأجاب بأنهم يشترون كل شيء ما عدا الخمر ولحم الخنزير وكل ما هو معلوم بأنه حرام فإنهم لا يشترونه، وسألته إذا أردت أخذ قرض منكم فهل تمانعون؟ فقال: إننا لا نعطي قروضاً، ولكن إذا أراد أحد شراء شيء فإننا نشتريه ونبيعه له بالأجل بسعر أعلى، وسألتهم عن معدلات الأرباح خلال الثلاث سنوات الماضية، فأعطوني أرقاماً متغيرة.
ولكن بالنظر في تلك الأرباح وجدتها متقاربة إلى البنوك الأخرى المعروفة بأنها ربوية.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الجواب
الحمد لله، بداية نشكر لك اهتمامك وحرصك على استثمار مالك بما أباح الله، ولا شك أن هذا مطلب لكل مسلم في هذه الحياة.
واستثمار المال في البنك الذي ذكرت في مصر خير لك من وضعه في بنوك ربوية تعلن الحرب على الله جهاراً نهاراً عياذاً بالله.
وكون الشخص يضع ماله في البنك للمضاربة والاستثمار يعتبر من عقد المضاربة وهو من العقود الصحيحة ويشترط له حتى يكون جائزاً وصحيحاً شرعاً:
(1) ألا يشتري المضارب إلا حلالاً وهذا تحقق في سؤالك لهم.
(2) ألا يرابي البنك المضارب بالمال وكذا لا يتعامل بالميسر وبيع الغرر.
(3) ألا يتعامل بالغش وأكل المال بالباطل، أي: الظلم.
فإذا تحققت هذه الشروط في المضاربة فإنها صحيحة بإذن الله.