فاختيار الدين راجع لقرار الإنسان، ولذلك لم يجبر الإسلام أحداً على الدخول فيه ولم يحارب أحداً على الدخول في الإسلام، وإنما حارب من يقف بينه وبين تبليغه للناس، أو من يقف في طريق الناس لاتخاذ قرارهم في الإسلام أو عدمه، ولذلك بعد الفتوحات الإسلامية ترك الناس على أديانهم التي كانوا عليها قبل الإسلام، فمن شاء دخل فيه ومن شاء بقي على دينه، ولهم جميع الحقوق، ولكن بعد تبيين الحق يتحمل الإنسان مسؤولية قراره الديني والدين الذي ارتضاه لنفسه، ويتحمل خطأه إن كان أخطأ في الآخرة، أو يفوز بالنعيم الأبدي إذا أحسن اختيار القرار الصحيح، وليس هذا في الإسلام فحسب، بل حتى في اليهودية والنصرانية، بل في المسيحية الوضع أشد، فلا يعذر أحد بجهله كما هو معروف في يوم الدينونة، يوم يدين المسيح العالم على حسب اعتقادهم. أما في الإسلام فقد يعذر الإنسان بجهله، أو غيره من الأعذار التي قررها الإسلام في شرائعه.

وأما ما يتعلق بالبحث بين الفروق بين الإسلام وغيره من الديانات فهذا ليس واجباً على المسلم، بل يكفي في المسلم إذا أراد أن يعرف الفروق بين الديانات أن يقرأ القرآن الكريم، ففيه كل شيء عن أحوال الديانات السابقة، وأيضاً فيه الرد عليها وبيان فسادها، ولا أفضل من التعبير الرباني في بيان الحق ورد الباطل. والأفضل في ذلك قراءة القرآن بتفهم وتدبر، والوقوف على بيان ميسَّر لبيان ألفاظه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015