المجيب د. خالد بن علي المشيقح
عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم
كتاب الصيام/ثبوت شهر رمضان ورؤية الهلال
التاريخ 20/08/1425هـ
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كما تعرفون، إن بلدنا تعتمد على الفلكيين دون الرؤية في تعيين الأشهر القمرية, وفي رمضان الماضي انفردت بلدنا مع طائفة من العراقيين بالفطر، الكثير من الناس صاموا يوم العيد بحجة أن الرؤية لا تثبت إلا بالعين, وأن شرقنا وغربنا من دول العالم الإسلامي صائمون, وأن الهلال قد ولد على ما قال الفلكيون في الظهيرة, ولا يمكن رؤيته عند غروب يوم الشك, فهل عملهم هذا مشروع؟ أفتوني مأجورين.
الجواب
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الصواب أنه لا عبرة بالحساب الفلكي؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: " إِنَّا أُمَّةٌ أُمِّيَّةٌ لَا نَكْتُبُ وَلَا نَحْسُبُ، الشَّهْرُ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا". وَعَقَدَ الْإِبْهَامَ فِي الثَّالِثَةِ. أخرجه البخاري (1913) ومسلم (1080) . وقال سبحانه وتعالى: (فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ) [البقرة:185] .
وقال عليه الصلاة والسلام: "صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وأَفْطِرُوا لرؤيتِهِ، فَإِنْ أُغْمِيَ عَلَيْكُمْ فَاقْدُرُوا لَهُ". أخرجه البخاري (1900) ومسلم (1080) . وفي لفظ: "فَأَكْمِلُوا عِدَّةَ شَعْبَانَ ثَلاثِينَ". أخرجه البخاري (1909) . والأحاديث في هذا كثيرة، فالصحيح أن الشهر يدخل بأحد أمرين:
الأمر الأول: رؤية هلاله.
الأمر الثاني: إكمال عدة شعبان ثلاثين يومًا إذا لم يُر الهلال.
ومثله- أيضًا- شهر شوال يثبت بواحد من أمرين: رؤية هلاله ممن تعتبر رؤيته، والثاني: إكمال عدة رمضان ثلاثين يومًا.
وأما بالنسبة لوضعكم، وأن بلدكم يتابعون الحساب فيظهر لي أنك تصوم وتفطر مع الناس، فإذا كان الناس يصومون ويفطرون بالحساب الفلكي فإنك تتابعهم؛ لحديث أبي هريرة، رضي الله عنه: "الصَّوْمُ يومَ تَصومُونَ، والفِطرُ يومَ تُفْطِرُونَ". أخرجه الترمذي (697) وأبو داود (2324) وابن ماجه (1660) . والله أعلم.