وبناءً على هذا فينبغي أن يكون هذا محل اعتبار، أما من يقول بأن الرؤية وإن كان الهلال مولوداً فينبغي أن تكون ممكنة الرؤية فنقول هذا شرط غير صحيح، والذين يقولون بشرط إمكان الرؤية هم مختلفون في متى تمكن الرؤية، هل تمكن أن تكون على زاوية محددة على درجة محدودة؟ هم مختلفون في تقدير الزاوية البُعدية، وفي تقدير الدرجة نفسها، فبعضهم يقول: سبع درجات، وبعضهم يقول: خمس درجات، وبعضهم يقول: أربع درجات، فهذا فيه خلاف، وبناء على هذا فيجب علينا ألا يكون للقول بإمكان الرؤية اعتبار، فالله - سبحانه وتعالى- على كل شيء قدير، وعنده من القدرة - سبحانه وتعالى- ما يجعل لبعض عباده من قوة الإبصار ما يبصرون القمر وهو يساير الشمس، سواء كان خلفها أو أمامها، أو عن يمينها، أو عن يسارها، فهناك مجموعة من الناس منَّ الله - سبحانه وتعالى- عليهم بقوة الإبصار، ولا يتأثرون بأشعة الشمس، يعني على أساس أن أشعة الشمس تمنع الرؤية، فهذا في الواقع غير معتبر، - والله أعلم-.
ولعل السائل يتحدث عن الاستشعار يريد به إمكان الرؤية وعدم إمكانها، فنحن نفرق بين إمكان الرؤية وبين ولادة الهلال، أما الولادة فهي معتبرة في حال النفي، ولا يجوز أن تثبت رؤية، والحال أن الهلال لم يولد، وقد غربت الشمس قبل ولادته، فهذا لا يجوز أن نثبت رؤية تأتي بهذا الشيء، أما إذا كانت الولادة موجودة قبل غروب الشمس، ولكن هناك من يقول باستحالة الرؤية، فنقول كلمة (استحالة) هذه غير صحيحة؛ بل من رأى الهلال وهو مولود فرؤيته معتبرة، فيجب إجراء ما يتعلق بهذه الرؤية والأخذ بها.