المجيب د. يوسف بن أحمد القاسم
عضو هيئة التدريس بالمعهد العالي للقضاء
كتاب الصلاة/ صفة الصلاة /القراءة في الصلاة
التاريخ 14/1/1424هـ
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سؤالي: أميت في جماعة صلاة مغرب وقرأت بعد الفاتحة في الركعة الأولى سورة الهمزة، وفي الركعة الثانية التكاثر، فبعد الصلاة قام أحد الأشخاص وأنكر فعلي هذا بصوت فيه استفزاز وتشويش في المسجد، ويعرف عنه عدم العلم، والذي أعرفه أن هذا ليس منكراً أو مخالفاً ولا يبطل الصلاة، أرجو إفتائي مأجورين فتوى شافية كافية، حتى أعرضها على المصلين الذين أصبح لديهم شك في قول المنكر. وجزاكم الله خيراً.
الجواب
الحمد لله وحده، وبعد..
فالأفضل أن يقرأ الإمام وغيره (القرآن على ترتيب المصحف) ، لأنه الغالب من هديه - صلى الله عليه وسلم- فقد كان يقرأ في صلاة الجمعة مثلاً - الأعلى في الأولى- والغاشية في الثانية، وقرأ فيها أيضاً الجمعة في الأولى، والمنافقون في الثانية، وقد كان يقرأ في راتبة الفجر "قولوا آمنا بالله ... " في الأولى، وهي من البقرة. وقل يا أهل (الكتاب) في الثانية وهي من آل عمران، وقد كان يقرأ في صلاة الفجر في الأولى السجدة، وفي الثانية الإنسان، وهكذا هذا هو الأفضل بحيث يراعي ترتيب السور. ولو خالف الإمام هذا الترتيب فقرأ مثلاً في الأولى آيات من آل عمران وفي الثانية آيات من البقرة، أو قرأ في الأولى مثلاً: الهمزة، وفي الثانية التكاثر فإنه لا حرج في ذلك، وقد صرح بجوازه جماعة من أهل العلم، ومنهم الإمام النووي في التبيان في آداب حملة القرآن ص99، واستدل على ذلك ببعض الآثار الواردة عن السلف والدالة على جواز مخالفة الترتيب، وأيضا لعدم الدليل من الشارع على المنع، فيبقى على أصل الجواز.