المجيب عبد الله بن سليمان بن منيع
عضو هيئة كبار العلماء
كتاب الصلاة/ شروط الصلاة/المواقيت
التاريخ 20/10/1424هـ
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
أرجو منكم التفضل علي ببيان الوجه الشرعي في هذه المسألة، فقد نشر أحد الناس رسالة أسماها (تنبيه الأنام ببطلان صلاة الفجر في المسجد الحرام) ، فقد زعم هذا الشخص أن صلاة الفجر في الحرم المكي الشريف باطلة؛ لأنهم يصلون الصلاة قبل دخول وقتها، فما رأيكم في هذا الأمر؟ وما هو قولكم لمثل هذا الشخص وغيره في التشكيك في التقويم الحالي؟.وجزاكم الله خيراً.
الجواب
الحمد لله، لا شك أن هذا القول قول باطل، وعار عما يسنده من الصحة، وقد وكل أمر تحديد مواقيت الصلاة إلى لجنة ذات اختصاص في علم الشرع وفي علم الفلك، وقد حرصت وتحرص هذه اللجنة على العناية بذلك، والأخذ بالدقة في تحديد المواقيت، والحمد لله هذه اللجنة قامت بواجبها، وهي مسؤولة عن ذلك، وهذا القول من قبيل الغلو في الدين، ورسولنا - صلى الله عليه وسلم- قال: "إياكم والغلو في الدين فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين" رواه النسائي (3057) ، وابن ماجة (3029) من حديث ابن عباس -رضي الله عنهما-، ومن باب الوسواس، ومن باب التنطع، والرسول - صلى الله عليه وسلم- يقول: "هلك المتنطعون" رواه مسلم (2670) من حديث ابن مسعود -رضي الله عنه-.
فينبغي لنا ألا نلتفت إلى مثل هذه الآراء المبنية على التخرصات والبعد عن الحقائق، وعدم الثقة في جهات لها اختصاص متعين ومتميز فيما يتعلق بالعلم الشرعي، والعلم الفلكي، وعلينا أن ننبذ مثل هذا القول وألا نلتفت إليه، وهذا تشكيك في غير محله، وليس لديهم على ذلك برهان، وتقويم أم القرى مبني على تحديد دقيق فيما يتعلق بالمشاهدة، وفيما يتعلق بالحساب الفلكي الذي هو الآن محل اعتبار ومحل عناية وضبط فيما يتعلق في هذا الموضوع. والله أعلم.