وقت الفجر

المجيب د. محمد العروسي عبد القادر

عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى

كتاب الصلاة/ شروط الصلاة/المواقيت

التاريخ 25/12/1424هـ

السؤال

قامت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف لبلدنا بنشر وتوزيع مرجع سنوي خاص بأوقات الصلاة، وعند النظر في وقت صلاة الصبح نجد أنفسنا إذا صلينا في الوقت الذي حُدِّد ضمن المرجع، فإننا نصلي بليل لم يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر، كما بينه ربنا - سبحانه وتعالى- في كتابه الكريم، وكما ذكره صاحب الفتح أنه آخر ظلمة الليل وأول النهار وبينهما حمرة.

إذاً سماحة الشيخ، هل نصلي مع الإمام نافلة ولا ننصرف عند إقامة الصلاة، حتى لا تقع فتنة، ثم نصلي في بيوتنا الفريضة بعد الانصراف، أم نصلي وراء الإمام الفريضة، ويتحمل هو وزر ذلك؟، أفيدونا فإنا في حيرة من أمرنا، وقد كثر الجدال والنزاع حول ذلك.

الجواب

اعلم أيها السائل الكريم أن قوله -تعالى-:"حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر" [البقرة:187] لم ترد في شأن الصلاة، وإنما فيمن يتناول سحوره، وشكَّ في طلوع الفجر.

وأما صلاة الفجر فإن السنة أن تفعل بغلس، فقد روى البخاري (578) ، ومسلم (645) عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- قالت: كن نساء المؤمنات يشهدن مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صلاة الفجر متلفعات بمروطهن ثم ينقلبن إلى بيوتهن حين يقضين الصلاة لا يعرفهن أحدٌ من الغلس، أي: ما يعرفن هن نساء أم رجال.

وعن أبي برزة الأسلمي: -رضي الله عنه- قال: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يصلي الصبح وأحدنا يعرف جليسه، ويقرأ فيهما ما بين الستين إلى المائة، أي: من الآيات ... الحديث رواه البخاري (541) ، ومسلم (647) ، وهذا يعني أنه كان يقرأ ما يقرب من نصف الجزء، وذلك يقتضي أن صلاته- صلى الله عليه وسلم- تكون في أكثر من نصف ساعة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015