المجيب د. رياض بن محمد المسيميري
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
كتاب الصلاة/ حكم الصلاة وحكم تاركها/حكم تارك الصلاة
التاريخ 25/12/1423هـ
السؤال
رجل لا يصلي ولكنه يعمل الخير ويتمناه لنفسه ويتمنى من ربه الهداية بالإلحاح يقول: دعوت رب العالمين بأن يحرمني من الإنجاب وذلك لعدة أسباب مثل (ظلم هؤلاء الأبناء وعدم استطاعة تربيتهم تربية صالحة؛ لأني لست أهلاً لذلك، والسبب الآخر الخوف من النسل والأمراض المنتشرة في هذا الزمان كالعيوب الخلقية والاجتماعية كالجمال والشكل، مع العلم بأن هذا الرجل من بيت لا يشتهر بالجمال بعكس بيوت أقاربه الذين يشتهرون بالجمال الفائق وهم من المقدرين للجمال) السؤال: هل دعوته على نفسه تحتمل الإجابة من رب العالمين؟ مع العلم بأنه بعد زواجه بسنتين لم يرزق بالحمل، وأجرى تحاليل وأثبتت بأن معه ضعفاً شديداً ويحتاج إلى علاج تقوية للحيوانات المنوية، والعلاج يحتاج إلى وقت طويل من الزمن.
الجواب
الحمد لله وبعد، هذا الرجل الذي لا يصلي لا ينفعه ما يعمله من الخير ما لم يبادر إلى التوبة، ويعجل إلى أداء الصلاة مع الندم الشديد لما حصل منه من تفريط، وتارك الصلاة كافر على الصحيح من قولي أهل العلم في هذه المسألة؛ لقوله -عليه السلام-:" العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر" رواه أبو داود وغيره من حديث بريدة - رضي الله عنه - وعند مسلم من حديث جابر " بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة" فاحرص -هداك الله - على الصلاة فإنها عمود الإسلام وقرة عيون الموحدين، ولا حظ في الإسلام لمن تركها.
ولا يكفي - وفقك الله لكل خير - أن تتمنى الهداية دون أن تبذل وسعك لنيلها، فالدين ليس بالأماني، قال الله -تعالى-:"لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ" الآية، [النساء:123] .