المجيب د. أحمد بن عبد الرحمن القاضي
عضو البحث العلمي بجامعة القصيم
العقائد والمذاهب الفكرية/مسائل متفرقة
التاريخ 28/10/1426هـ
السؤال
هل من الممكن للإنسان رؤية الملائكة، وهل من الممكن الاتصال بين الإنس والجن؟ وهل من الممكن رؤية أو مقابلة الرسول -صلى الله عليه وسلم- والتحدث معه وأخذ التوجيهات منه حال اليقظة، وما حكم مَنْ يدعي هذه الأمور؟
الجواب
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده. وبعد:
فإن الملائكة الكرام عالم غيبي، خلقهم الله من نور، وحجبهم عن أعين خلقه، إلا من -شاء الله- كرؤية النبي -صلى الله عليه وسلم- جبريل على صفته التي خلقه الله عليها.
كما أن الملائكة الكرام قد تتشكل بأمر الله على هيئة بني آدم، كما وقع لمريم -رضي الله عنها- وكما أتوا لوطاً -عليه السلام- على هيئة شبان صباح الوجوه، وكما كان جبريل -عليه السلام- يأتي نبينا محمداً -صلى الله عليه وسلم- على صورة دحية الكلبي.
لكن ليس لأحد أن يدعي أنه رأى الملائكة أو خاطبهم، كما يزعم بعض المهوسين، فإن ذلك من تلاعب الشياطين بهم.
أما إمكانية الاتصال بين الإنس والجن؛ مسلمين أو كافرين، فالظاهر أنه ممكن من ناحية الوجود، لكن الغالب أنه يقع على وجه شركي، أو استمتاع محرم.
وأما إمكانية رؤية أو مقابلة، أو التحدث مع النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحياة الدنيا بعد وفاته، يقظةً لا مناماً، فأمر مستحيل، ومن ادعى ذلك فهو كاذب، ومن ادعى أنه يأخذ منه التوجيهات مباشرةً فهو كافر زنديق، لأن دعواه تلك تتضمن إضافة شيء إلى دين الله، ليس منه، وقول على الله وعلى رسوله بمحض الكذب، واتهام للشريعة بالنقص وعدم الكمال، حتى أحوجه الأمر إلى أن يتلقى منه مباشرة، بزعمه الكاذب. والله أعلم.