3- وذهب بعض العلماء إلى أن هذا الحديث خاص بأهل عصره صلى الله عليه وسلم ممن آمن به قبل أن يراه، قال المازري: " إن كان المحفوظ: " فسيراني في اليقظة " احتمل أن يكون أراد أهل عصره ممن يهاجر إليه، فإنه إذا رآه في المنام جعل ذلك علامة على أنه يراه بعد ذلك في اليقظة وأوحى الله بذلك إليه صلى الله عليه وسلم".
4- وذهب بعض العلماء إلى أن هذا الحديث خاص بالصحابة الذين رأوا النبي -صلى الله عليه وسلم- وعرفوا صفته، فمن رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- منهم في منامه بعد وفاته فإنه رآه حقاً؛ لأنهم رأوا النبي -صلى الله عليه وسلم- وعرفوه، ويشعر بهذا قوله: "من رآني"، قال ابن جزي المالكي: "تنبيه: قال صلى الله عليه وسلم: "من رآني في المنام فقد رآني، فإن الشيطان لا يتمثل بي"، وقال العلماء: لا تصح رؤيا النبي -صلى الله عليه وسلم- قطعاً إلا لصحابي رآه حافظ صفته حتى يكون المثال الذي رآه في المنام مطابقاً لخلقته صلى الله عليه وسلم" [ينظر القوانين الفقهية لابن جزي (ص 379) ] .
وقال الإمام القرافي: " قال العلماء: إنما تصح رؤية النبي -صلى الله عليه وسلم- لأحد رجلين أحدهما صحابي رآه فعلم صفته فانطبع في نفسه مثاله فإذا رآه جزم بأنه رأى مثاله المعصوم من الشيطان، فينتفي عنه اللبس والشك في رويته عليه السلام، وثانيهما رجل تكرر عليه سماع صفاته المنقولة في الكتاب حتى انطبعت في نفسه صفته عليه السلام، ومثاله المعصوم كما حصل ذلك لمن رآه فإذا رآه جزم برؤية مثاله عليه السلام كما يجزم به من رآه فينتفي عنه اللبس والشك في رؤيته عليه السلام، وأما غير هذين فلا يحصل له الجزم، بل يجوز أن يكون رآه عليه السلام بمثاله، ويحتمل أن يكون من تخييل الشيطان، ولا يفيد قول المرئي لمن يراه أنا رسول الله، ولا قول من يحضر معه هذا رسول الله؛ لأن الشيطان يكذب لنفسه ويكذب لغيره ... "، هذا والله أعلم.