المجيب فهد بن أحمد الأحمد
مشرف في وحدة الخدمات الإرشادية بوزارة التربية والتعليم.
التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات نفسية /اخرى
التاريخ 08/12/1425هـ
السؤال
يقال لى: إنني فتاة انطوائية جداً وهادئة وغامضة ولست جريئة، حاولت مراراً أن أغير من نفسي ولكن دون جدوى، أصبحت أعيش في حنين للماضي وقلق من المستقبل، وأما الحاضر فهو تأمل وتفكير، أصبحت أكره نفسي أكثر من كرهي للآخرين، لا أجد من يساعدني أتمنى مساعدتكم.
الجواب
الأخت الفاضلة، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أشكر لك تواصلك الإلكتروني مع موقع (الإسلام اليوم)
أختي الفاضلة، لقد قرأت استشارتك عدة مرات وتعجبت مما أقنعتِ نفسك بأنك فعلاً تتصفين بتلك الصفات بمجرد أنه قيل لك ذلك، وأوهمتِ نفسك بحقيقة ذلك، وبالتالي نصبت الحواجز العالية بينك وبين تفاعلك الاجتماعي!!!
إنه لأمر غريب، وظلم للنفس أن ننزلها منزلة أقل ممّا تستحق!!
فلماذا من خلال كلمات.. أنت انطوائية، غامضة، تنقصك الجراءة، نسلم أنفسنا للقلق بشتى أنواعه، وبالتالي تنامي الأمراض النفسية، وقد تكون تلك الكلمات قيلت بلا دليل أو حقيقة يستند عليها!.
ولنفترض أنها قيلت لمجرد موقف معين اتخذه الشخص بلا قصد ومخالف لطبيعته، أو من خلال ملاحظة سلوك معين لظرف نفسي طارئ من الطبيعة أن يحدث، فليس معنى ذلك أنني أو أنت أو الآخر ... نعاني من اضطراب نفسي يجعلنا نجعل حياتنا تعيسة، عشقاً للماضي وقلقاً من المستقبل وكثرة تفكير وتأمل في حاضرنا.
لذلك عليك -أختي الكريمة- أن تغيري من قناعتك بنفسك من خلال تنمية التفكير الإيجابي وإحلاله مكان الأفكار السلبية المسببة للقلق وتناميه.
فحينما نشعر بأحاسيس القلق فمن الطبيعي أن تخطر في بالنا أفكار عديدة من أنه لدينا مشكلة، وأن الآخرين سيلاحظون ذلك، وهذا هو بداية لحلقة مفرغة مسببه للقلق.
ولمواجهة تلك الأفكار السلبية علينا بتقسيم الموقف المسبب للقلق إلى أربع مراحل:
(1) مرحلة الترقب التي تسبق القلق، وهي تتعلق بتوقع حدوث الموقف الذي يجعلك قلقة "لا للأفكار السلبية، نعم للأفكار الإيجابية ... ".
(2) الوقت الذي يسبق الموقف مباشرة " أنا مرتاحة، مسيطرة على نفسي، خذي نفساً عميقاً، وأخرجيه ببطء " " سيكون هناك قلق بسيط أستطيع السيطرة عليه.."
(3) أثناء الموقف " استمري بالتفكير الحالي وتجنبي ما يجب عمله ". دعي القلق داخل نفسك بلا محاربه..".
(4) بعد الموقف " أحس أن الوضع طبيعي ليس كما توقعت "
ملاحظة / ما وضع بين الأقواس حديث صامت مع النفس!!
ومن خلال تلك المراحل ستعودين نفسك على مواجهة، المواقف، وتغيير الأفكار السلبية تجاه نفسك.
وستجدين النتائج -بعون الله تعالى - كما تحبين، وأن ما أقنعتِ نفسك به هي أوهام وحواجز لا أساس لها!!
حفظك الله ويسر لك الأمر،،،